العدد 5430
الأحد 27 أغسطس 2023
banner
البحرين و”الخاص” ومستقبل التعليم
الأحد 27 أغسطس 2023

شئنا أم أبينا سيظل التعليم العالي هو محطة الانتظار الأخيرة على طريق التنوير، وشئنا أم أبينا فإن هذا الطريق “مفروش بالورود أو مرشوش بالأشواك” سيظل بمثابة الضوء المنير لكل راغب في تحصيل العلوم والفنون والمعارف.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا ومنذ نعومة أظافرنا ارتبطنا بالتعليم، ارتأى آباؤنا وأجدادنا أن التنمية لا تتحقق إلا من خلال العلم والمعرفة، وأن الاستقرار والازدهار والأمن والأمان لن تتوافر لهم الديمومة إلا إذا كانت لدينا مدارس وجامعات على أعلى درجة من التمكن بحيث تقدم لطالبي العلم شتى أنواع المعارف، ومختلف خوارزميات وإحداثيات التكنولوجيا المعاصرة.
من هنا يمكننا القول “إننا فتحنا لك فتحًا مبينًا”، ومن هذا المنطلق، يسعدنا التأكيد على أننا هضمنا تمامًا فحوى هذه الآية الكريمة وأننا استوعبنا من دون أدنى شك كمية المعلومات ودهاليز التقنيات التي مكنتنا من أن نبني جامعات على أعلى درجات المحاكاة مع مثيلاتها في الدول المتقدمة وتلك التي استوعبت مختلف صنوف العلوم التي تقود إلى التميز والإبداع والتقدم.
وبالفعل لعب القطاع الخاص في بلادنا دورًا كبيرًا في توجيه بوصلة التعليم الأكاديمي نحو وجهته الطبيعية الطليعية الرامية إلى تقديم معارف تحاكي أصول الحاجات الأساسية وتلبي رغبات طلابنا سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين أو الوافدين من الخارج.
هنا يمكننا القول بأن طائر التعليم المتقدم الذي بدأ في التحليق بجناحين أحدهما حكومي والآخر خاص قد بدأ بحفظ الله ورعايته في التحليق نحو آفاق أرحب، بل ونحو أيام أجمل.
مؤخرًا تمت الموافقة على برامج في غاية الأهمية والمحاكاة لاحتياجات الطالب للوفاء بمتطلبات أسواق العمل، وهذه البرامج هي: إعادة البكالوريوس في العلاج الطبيعي مجددًا إلى حرم الجامعة الأهلية بعد أن توقف لسنوات، تمامًا مثلما تمت الموافقة على برنامج البكالوريوس في علوم التغذية وعلم الحمية، والماجستير في إنترنت الأشياء حتى تتحول برامج الجامعة الأهلية التي شرفت بتأسيسها قبل أكثر من 22 عامًا إلى منصة إلكترونية رقمية “ديجيتال” لكل مقبل على اكتساب خبرات تؤهله لاعتلاء العديد من مواقع العمل التي تستخدم الإنترنت والتكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي، كأدوات إجادة في مختلف المحافل والمجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية وغيرها، بالإضافة إلى استحداث برنامج ماجستير العلوم في التصميم الداخلي المستدام. 
إن مملكة البحرين كانت وستظل قبلة العلوم والمعارف ومركز التنوير العلمي والحضاري في المنطقة، تمامًا مثلما تتجه ونحن نمضي على الطريق الصواب نحو العام 2030 بنمائه المستدام بخطى واثقة وفي حوزتنا مجموعة من الإنجازات والخدمات والآليات التي تؤهلنا لكي نقود عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بكل كفاءة واقتدار.
القطاع الخاص البحريني الذي بدأ إسهاماته في تنويع الاقتصاد، وكانت له الريادة في الإقلاع بمخرجاته نحو الإجادة والابتكار وتجويد التعريف والتوثيق والتدوين منذ الزمان البعيد وحتى الآن، هذا القطاع أصبح يلعب دورًا مهمًا بالتعاون والتكاتف مع الأجهزة الحكومية بحيث يصبح هذا الدور أصليًا وأصيلًا ومحركًا لبواعث التنمية ومفصلًا مهمًا وفاصلًا في حركة التاريخ، هذا القطاع بكل ما يمتلكه من إمكانات وخبرات ومهارات وذكريات سوف يواصل بعون الله وحفظه تألقه واقتناصه للفرص الذهبية وتلك التي لا تأتي أبدًا على طبق من ذهب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .