العدد 5434
الخميس 31 أغسطس 2023
banner
حاضر ومستقبل الوطن العربي
الخميس 31 أغسطس 2023

في عالم السياسة والفكر تكثر الاجتهادات من أجل اكتشاف الحل الصحيح الذي يتوقف عليه مصير أمتنا العربية، وقد تناول العديد من المفكرين العرب اتجاهات العصر السالف ونزعاته في مختلف نواحي الحياة، وفي بعض الأحيان يأخذ هذا التناول والتحليل طابع الشدة والقسوة، وفي أحيان أخرى يأخذ طابع كشف الحقائق وصحة التقدير، كما فعل الدكتور والباحث فيصل شكري، حينما وصف العالم العربي بأنه ليس عالما متقدما، لكنه ليس هذا العالم المتخلف، وذلك يعني أن ماضيه الحضاري وإسهامه العميق في مسيرة الحركة الحضارية والبقايا التي خلفها لها دورها الحضاري السابق. 
كل ذلك جعله في منزلة خاصة في الطريق الحضاري، فالقضية الحضارية في الوطن العربي تتخذ شكلا متفردا هو أقرب إلى القصور الطارئ منه إلى التخلف الطبيعي، ومن هنا فإن قدرة الوطن العربي على اللحاق بالحضارة الراهنة قدرة كامنة، وفعلية، لا تبدأ من الصفر، بل تبدأ وهي مستندة إلى تاريخ طويل من الإسهام الحضاري العربي.
إن الوطن العربي في هذه الحالة لا يحتاج إلى جهود كبيرة، كما تحتاج بعض المجتمعات الأخرى، لكنه يحتاج إلى جهد يصل بينه وبين ما كان قد انقطع من صلات بهذه الحضارة.
والكاتب يرى أن العوامل التي تساعد على مشاركة الوطن العربي في الحضارة الراهنة هي عوامل متوفرة وعلى درجة عالية من الفعالية، الإنسان العربي وغناه النفسي، اللغة العربية، الأرض العربية، التاريخ العربي، وهذه العوامل قادرة على أن تخرج الوطن العربي من كتلة متطلعة إلى رصيد حضاري سابق فقط، إلى قوة لها مشاركتها في حضارة اليوم.
مهما اختلفت الآراء والأقوال، فإن المشكلات المطروحة حول حاضر ومستقبل الوطن العربي تستدعي من كل جيل التفكير والبحث، طالما كل مظاهر الحياة الإنسانية تتحرك وتتطور وتتغير.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .