اثنان وعشرون عاما عمر المجلس الأعلى للمرأة في مملكة البحرين، ورغم أنها مدة زمنية قصيرة ولا تشكل شيئا في عمر التاريخ أو عمر الدولة، إلا أن ما حققه هذا المجلس من إنجازات برعاية جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة وبرئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، هو شيء لم يتحقق في مئة عام لدى غيرنا من دول العالم، بما فيها دول العالم المتقدم التي بدأت فيها مسيرة تمكين المرأة منذ قرن من الزمان.
هذه ليست مبالغة، لكنها حقيقة ثابتة في كل المجالات، ولأن المجلس الأعلى للمرأة بقيادة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم لم يضع لنفسه أهدافا هلامية وشعارات براقة غير قابلة للقياس ومناسبات لالتقاط الصور، لكنه وضع أهدافا قابلة للقياس ووضع أطرا زمنية لإنجاز هذه الأهداف بالتعاون مع مؤسسات الدولة كافة، فكان لنا هذا الإنجاز وكان لنا هذا المشهد المشرف الذي تقف فيه المرأة البحرينية شامخة من خلال تبوء منصب الوزيرة والسفيرة ورئيسة المجلس النيابي وحصولها على أعلى الدرجات العلمية.
وطبقا للأرقام وما ذكرته الدكتورة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة تحققت 90 بالمئة من الأهداف التي وضعها المجلس خلال تلك السنوات، ولا شك أن 90 بالمئة رقم مشرف، خصوصا إذا ما علمنا أن العشرة بالمئة المتبقية ليست نتيجة تقاعس من المجلس أو نتيجة تعنت أو تقصير حكومي أو رفض مجتمعي، لكنها أمور تحتاج إلى المزيد من الدراسة المتعمقة لأنها تتصل بالمصلحة العامة للدولة ككل، ولا شك أن القضية الأبرز ضمن هذه العشرة بالمئة هي قضية منح الجنسية لأبناء البحرينية المتزوجة من أجنبي، وهي قضية تتصل بمؤسسات مختلفة داخل البلاد وتحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة.
والمجال لا يتسع لحصر الإنجازات التي تحققت للمرأة البحرينية في العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، وبرعاية صانعة مجد المرأة البحرينية في العصر الحديث سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.
كاتبة وأكاديمية بحرينية