كثيرا ما يتم اتهام المرأة بالتبذير والإسراف، والجري وراء الموضة والمظاهر الخداعة التي لا تغني ولا تسمن ولا تعبر عن حقيقة جوهر المرأة بشكل عام، ويقول هؤلاء إن الحفلات لو وقعت تحت سلطة امرأة لرأيت العجب العجاب من التبذير والبذخ الذي يهلك ميزانية المقتدر، فما بالك بغير المقتدر، حسب قول هؤلاء، لكن بالمقابل، ردنا هو أن هناك من النساء من هن عكس شاكلة نساء التبذير والمظاهر، هناك نساء يحترفن فن صرف الميزانيات بشكل أكثر من رائع.
وفي الكويت توالت بيانات من بعض نساء القبائل، فيها دعوة لبنات جنسهن للبدء في التصدي لمظاهر التبذير والإسراف، ومنع أية موضات دخيلة على المجتمع تخالف المبادئ الإسلامية وتناقض هوية المجتمع، وتعهدت بنات القبائل بعدم المشاركة بعدة مظاهر، مثل حفلات عقد القران وحفلات الرجوع من السفر وحفلات التخرج وحفلات المواليد، باستثناء المولود الأول فقط، وأيضا تعهدن بعدم تصوير الهدايا وجلب الهدايا باهظة الثمن، مستندات إلى أن ذلك إسراف وتبذير ومظاهر زائفة نهى عنها المولى عز وجل.
إن بيانات نساء القبائل وجهت صفعة كبيرة وموجعة لفئة من النساء اللواتي يفتخرن بامتلاك القدرة المالية لإقامة مناسبات التبذير، وكذلك وجهت هذه البيانات والتعهدات صفعة للنساء اللاتي يحرمن عائلاتهن في سبيل صرف الموارد المالية لمجاراة النساء المقتدرات ماليا، وكشفت أيضا عورة الأحزاب وبعض الجمعيات التي جل همها العمل السياسي والآيديولوجيا السياسية و”البرستيج” المجتمعي، ولم تقم بواجبها بتنظيف المجتمع من الآفات الدخيلة والغريبة، وبهذا فإن نساء القبيلة كن أكثر مدنية وتحضرا من بعض الجمعيات النسوية والمجتمعية والليبرالية، وأكثر وطنية في العمل من أجل الوطن والمجتمع من الأحزاب والكيانات السياسية التي آخر همها الوطن والمجتمع.
كاتب سعودي