العدد 5422
السبت 19 أغسطس 2023
banner
المعلم الذي نريد
السبت 19 أغسطس 2023

أن يحقق المعلم البحريني المراكز الأولى في المسابقات التربوية الخليجية والعربيّة، فهذا بلا شك يعد حدثا مفرحا، لكن أن يبعد عن المساهمة في بناء المناهج المدرسية فهذا يشعره بالغبن والأسى، لسنا بحاجة للتذكير بدور المناهج في بناء شخصية الطالب، ويتعدى دورها إلى الإسهام في تكوين الشخصية الوطنية. 
غير مرة دعونا إلى إعادة صياغة المناهج المدرسية لكي تتوافق مع المستجدات لا الميدان التربوي وحده، بل في كل مجالات الحياة الأخرى. ثم إنّ مسألة التطوير التي تتطلع إليها الأجيال لم تعد قضية تشغل بال المربين في حقل التربية والتعليم وحدهم، لكنها أيضا موضع قلق لكل أفراد المجتمع على اختلاف مواقعهم.
إنّ المسألة باختصار.. كيف نريد أن تكون مناهجنا؟ ملبيّة متطلبات العصر أم خارجه؟ قادرة على النهوض بعقول أجيالنا أم غير ذلك؟ إنّ مكونات المنهج كما يعرفها العاملون في الميدان التربوي تتألف من عناصر مادية تشمل النظم والتخطيط والتقويم، وبشرية وتتكون من الطالب والمعلم والإداري، وهما عنصران أساسيان لبناء المناهج. 
بالعقود الماضية كانت أذهان الطلبة تحشا بالمعلومات فقط وتهمل الجوانب الأخرى، ونعني بها تلك التي تنمي الجوانب النفسية والسلوكية، ونجزم بأنّ الكثير من الفشل الذي تتعرض له الأجيال إنما مرده في الأغلب هذ الخطأ الفادح.
صحيح أنّ المناهج الحديثة عملت على إصلاح الخلل في المناهج، وأضافت الكثير من القيم كاحترام الآخر وتقدير دور الآباء واحترام العاملين في كل المهن، لكننا نعتقد أنّ الدور الأكبر والأهم على الإطلاق في الارتقاء بالمناهج تقوم به الهيئات التعليمية، من هنا نتمنى لو تم منح المعلمين النصيب الأكبر في صياغة المنهج المدرسيّ بوصفهم – المعلمين – الأقرب لما يدور في عقليات طلبتهم، ولما اكتسبوا من خبرات وبالتالي فإنهم الأجدر بما لا يدع مجالا لأي شك. ويبقى التأكيد على أنّ دور المربين اليوم لم يعد مجرد نقل المعلومات للطلبة ومن ثم قياس مدى استيعابهم لها، بل أصبحوا موجهين، وأعتقد أنّ الفارق شاسع جدا بين الاثنين.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية