العدد 5420
الخميس 17 أغسطس 2023
banner
قلة الدراما في إذاعة البحرين العريقة
الخميس 17 أغسطس 2023

للدراما الإذاعية مكانتها التي لا يمكن أن ننكرها بين الفنون الدرامية الأخرى التي تعرض على المسرح أو على شاشات الفضائيات أو بين دفتي رواية طويلة، فالدراما هي الدراما مهما اختلفت طريقة التعبير التي تخرج بها إلى الناس، لها نفس الأصول ونفس الأسس، لكننا لا ندري لماذا تراجعت الدراما الإذاعية دون سواها في مملكة البحرين، ولم تعد تحظى بالاهتمام السابق، رغم أن لها جمهورا واسعا مازال متمسكا بها، بل ويعتبرها لغاية اليوم متفوقة على كل وسائل الاتصال الجماهيري من حيث الانتشار، وتكمن قوتها ونقولها كمتخصصين في أنها تتفوق على المسرح والسينما والتلفزيون في التعبير عن المكان والزمان، لأن لها حرية لا تدانيها حرية في الانتقال من مكان إلى مكان آخر، ومن زمان إلى زمان آخر.
لقد قدمت إذاعة البحرين عبر تاريخها الطويل الكثير من الأعمال الدرامية الناجحة، وكما جاء في كتاب الزميل الإعلامي مهند سليمان “هنا البحرين.. عندما تكلم الحديد” “ان الدراما بإذاعة البحرين شهدت امتدادا واسعا من ناحية الكيف والكم على خارطة الدورات البرامجية، حيث أصبحت تنافس الأعمال الدرامية العربية صاحبة التاريخ والإمكانيات الكبيرة، وخير دليل على ذلك ما حققته من نجاحات فنية في المحافل العربية والخليجية الفنية”.
كما كان لي الشرف بصفة شخصية بإهداء مملكة البحرين ثلاث جوائز ذهبية عن مسلسلنا الإذاعي الكوميدي “يوميات أم سحنون” الذي استمر لخمسة أجزاء، ومن قبلي حقق أساتذتي وزملائي العديد من الإنجازات أيضا.
ما نلاحظه أن إذاعات الدول الخليجية والعربية تقدم عددا هائلا من الأعمال الدرامية على مدار العام، وتخصص لها ميزانية ثابتة، وتعدها جزءا مؤثرا بل بالغ الأهمية في الخريطة البرامجية، لهذا نطمح في تغييرات حيوية وزيادة جرعة الاهتمام بالدراما في إذاعة البحرين العريقة، وزيادتها بدل إنقاصها، وأن تحتل هذه المسألة الصدارة في تفكير المسؤولين.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .