تتعدد وتتنوع التعاريف الخاصة بمفهوم الشباب، لكنها تجتمع في التأكيد على أن الشباب ثروة المجتمع والسواعد التي تبني الوطن من خلال طاقتهم وفكرهم وتوجهاتهم الإيجابية نحو التعمير والتنمية، ومع احتفالات العالم بيوم الشباب العالمي تطرح القضايا التي تمس هذه الشريحة، ويتم تناول الاحتياجات والتحديات التي يوجهها الشباب في مسيرة حياتهم.
وهنا لابد أن نشير إلى أن مواجهة الشباب مشكلاتهم والسعي لحلها يعد أحد المحاور المهمة التي يجب الوقوف عندها وعدم تمريرها دون اتخاذ القرارات، وذلك لما يتعرض له الشاب من تحديات طبيعية، فقد يواجه الشاب تحديا في الأسرة من خلال محاولته بناء علاقة إيجابية مع الوالدين، والتي تتطلب الفهم العميق من قبل الوالدين لطبيعة المرحلة الانتقالية التي يمر بها الشاب والتغيرات التي تحدث على المستوى الفكري والنفسي، كأن ينتهي الشاب من المدرسة ويلتحق بالجامعة أو يقرر الالتحاق بسوق العمل، فقد يواجه البعض إشكالية في تحديد التخصص أو رسم التطلعات المستقبلية، بالإضافة إلى أن البعض قد يفتقر إلى مهارات التواصل السليمة مع العالم الخارجي، خصوصا عندما تكبر الدائرة وتتشعب العلاقات في مجال الدراسة أو على مستوى الأصدقاء أو التفاعل مع المجتمع بحد ذاته، الأمر الذي يحتم على الوالدين تكثيف الوعي واحتضان جميع احتياجات ومتطلبات الشباب في هذه المرحلة المهمة.
عدا عن الأدوار التي يمكن أن يقوم بها الشاب في الأسرة، حيث ينتقل من دور الابن الصغير إلى دور الابن الكبير، ما يتطلب زيادة تحمل المسؤولية والمبادرة الإيجابية تجاه الإخوة والوالدين، وفي بعض الحالات الأسرية التي تعاني من الفقد يضطر الشاب إلى أن يقوم بمهمة كبيرة قد تفوق سنه وخبرته الحياتية.
إن تربية الشباب تتطلب الإعداد القويم لكي يصبح هؤلاء قادرين على حل مشكلاتهم ومواجهة التحديات.
*كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية