العدد 5398
الأربعاء 26 يوليو 2023
banner
ابنتي لا تتحدث معي
الأربعاء 26 يوليو 2023

تتنوع وسائل تربية الأبناء وتختلف بحسب المراحل العمرية، بل تبدأ تأخذ منحنى الجدية والوعي أكثر مع كبر الأبناء وتعقد مشكلاتهم، خصوصا مع بداية دخولهم مرحلة المراهقة ومرورهم بمجموعة من التغيرات السيكولوجية والفسيولوجية، فكما هو معروف عن هذه المرحلة أنها تتطلب تكثيف مهارات التربية الحديثة من أجل مساعدة الأبناء على تجاوز هذه المرحلة بسلام بأقل المشكلات النفسية، وكثيرا ما تردد الأمهات هذه العبارة “ابنتي لا تتحدث معي”.. وأصبحت قليلة الكلام ومنعزلة ولا تشاركني تفاصيل حياتها حتى أنني لا أعلم إذا ما كانت بخير أو تخفي شيئا من الحزن في داخلها، لقد تغيرت وما عدت أعرفها كالسابق.
لعل هذه إحدى معاناة بعض المربين عند دخول أبنائهم مرحلة المراهقة، وهنا أخص على وجه التحديد علاقة البنت مع أمها، خصوصا إذا ما كانت الأم غير ملمة بالتغيرات التي من الممكن أن تحدث في حياة ابنتها مع دخولها سن الثانية عشرة والثالثة عشرة، سن الصراعات النفسية التي تمر بها الفتاة وهي تحاول أن تشكل شخصيتها وتحاول إدراك التغيرات التي تمر بها، في هذه المرحلة الحساسة على الأمهات أخذ النفس العميق لتمرير هذه المرحلة بأمان مع تعزيز الوعي من خلال عدم اتباع الأساليب التي تصعد من حدوث المشكلات، أو تلك المعاملة التي تصنع العداوة بين الطرفين كالعصبية والانتقاد المستمر واللوم أو المقارنة أو الإساءة اللفظية، أن تقبل الابنة كما هي ومحاولة بناء جسر تواصل معها بهدوء من أهم المبادرات الإيجابية لإصلاح العلاقة، ولا ننسى أهمية التعبير عن الحب والاهتمام المستمر ومحاولة الاستفادة من النقاط القوية في شخصية الابنة ودعمها. 
أحياناً ما يصلح هذه العلاقة ويساهم في فتح قنوات من التواصل البناء هو حضن دافئ لتلك الابنة وتقدير مشاعرها والحرص على الحوار والمناقشة الإيجابية بعيداً عن التوقعات العالية في هذه المرحلة. 

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .