العدد 5391
الأربعاء 19 يوليو 2023
banner
لكي لا ننطفئ
الأربعاء 19 يوليو 2023

نعقد العزم في كل صباح ونستقبل يوماً جديداً بأمل جديد وحكاية جديدة نشرع في كتابتها بتفاؤل، إنها حكاية أيامنا وأعمارنا وإنجازاتنا، نستشعر قيمة ذاتنا وأهميتنا بين أهلنا أو أصدقائنا، أو بين من نتفاعل معهم من خلال ما يجمعنا من مهمات وأحاديث ومواقف، وكم يسعدنا ذاك الشعور الذي نرى فيه أننا إضافة جميلة لكل من حولنا.
إن الاستمرار بهذا العطاء والبقاء في حالة متوهجة والمضي نحو الأجمل قد يأخذ منحنى آخر أحياناً، خصوصاً إذا ما تعرض الشغف إلى حالة من الانطفاء والتراجع، فما أصعب أن ينطفئ نور الفؤاد الذي كان ينبض بالحياة نتيجة تراكم الضغوط النفسية، أو كتمان الخيبات المريرة التي ما تلبث أن تستحوذ على الحالة النفسية فتؤدي لانطفاء الشغف، وتعد هذه الحالة بتفاوت درجاتها من أعراض اضطراب الاكتئاب، حيث يفقد فيها الشخص متعة ما كان يعمل وينجز، وتتحول حالة النشاط إلى بَلَادة، وتبدأ رحلة المعاناة لمحاولة العودة للحياة الطبيعية التي كان يعيشها الشخص، إن التعرض لحالة انطفاء الشغف قد تحدث كثيراً لكثير من الأشخاص على اختلاف المراحل العمرية خلال مسيرة الحياة، وتكون مقترنة بالدرجة الأولى بتراكم الضغوطات التي تبدأ تشكل إعاقة في الفكر والمزاج والسلوك، فالإحباطات المتكررة كفيلة بأن تطفئ النشاط والعزيمة.
لكي لا ننطفئ علينا أن ندرك ما نمر به في حياتنا من أزمات وما نحتاجه من مساعدة، كمحاولة التخفيف من ضغوطات الحياة قدر المستطاع أو إيجاد طرق للتعامل معها بدلاً من اختيار الكتمان وسيلة للمعالجة أو تجاهل ما يحدث أو المكابرة أحياناً، كما أن طلب الاستشارة النفسية من أجل المشاركة وأخذ المشورة إحدى الطرق المهمة للتنفيس، والتي تمنع تصاعد حالة انطفاء الشغف وصولاً لمراحل الاكتئاب المتقدم، لكي لا ننطفئ علينا أن نجاهد في تعزيز الوعي لدينا ونبدأ بالتدخل المبكر لعلاج مشاكلنا وتفقد احتياجاتنا.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية