العدد 5384
الأربعاء 12 يوليو 2023
banner
افحص نفسك
الأربعاء 12 يوليو 2023

اهتمام الفرد بالجانب الصحي من حياته يعد من الأولويات لضمان سير الصحة على أكمل وجه، وتعد الفحوصات الدورية من أوجه حماية الصحة، حيث إن الحاجة مستمرة لهذه العناية، وكما أن صحة الجسد تخضع لفحوصات، كذلك صحة الروح تحتاج لفحوصات أيضاً، فنحن نحتاج لتلك الوقفات التي نفحص فيها أنفسنا ونطمئن على توازن ذواتنا، خصوصا فيما يحدث في الداخل من صراعات واحتياجات ورغبات، فكلما كان الداخل مستقرا ومتوازنا كلما انعكس ذلك على ثباتنا في الخارج واتضح في طريقة تعايشنا مع المحيطين وطريقة بناء فكرنا والمضي في الحياة.
إن الفحص النفسي الذاتي قد يبدأ من مراجعة علاقة الفرد مع ربه من خلال السعي لتحسين هذه العلاقة ومحاولة تقوية جوانب الضعف وسد فجوات التقصير لتعميق الشعور بالراحة، كما أن للممارسات الحياتية الأخرى دورا في الفحص النفسي، ومنها على سبيل المثال استشعار مدى الرضى عن الذات من خلال مراجعة الأهداف والتركيز على الحياة الواقعية التي يعيشها الفرد مع الحرص على تعزيز مبدأ التقبل الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى الشعور بالرضى والانسجام مع أحداث الحياة، وكذلك يمكن تعزيز الفحص النفسي من خلال تقييم العلاقات الاجتماعية والتأكد من مدى القدرة على التواصل بنجاح مع الآخرين، سواء على مستوى محيط أفراد الأسرة المقربين أو أفراد المجتمع، والتقليل قدر الإمكان من سلبيات العزلة وحالة الاغتراب، حيث إن هذه المراجعة قد تساعد على منح العلاقات معنى، أو بالعكس قد تساهم في التخلص من العلاقات المؤذية التي تشكل ضغطا نفسيا إضافيا.
إن الفحص النفسي الذاتي يساعد على تجدد الروح، ويمنح صورة واعية عن ذات الفرد تعينه على العيش بصورة أفضل وبمهارات حياتية أكثر إيجابية. 
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .