العدد 5377
الأربعاء 05 يوليو 2023
banner
أهل الاختصاص
الأربعاء 05 يوليو 2023

تحية لأولئك الذين يمضون سنوات من أعمارهم تحت ظلال أسوار الجامعات لتلقي العلم، حيث يجتهدون من أجل الحصول على الشهادة الجامعية واستكمال مسيرة الحياة، وهم بذلك يتحدون جميع العقبات لتحقيق الحلم، خصوصا إذا كان الحلم مرتبطا بشغف حب التخصص، فالذي يتخرج من قسم الهندسة مهندس متخصص في مجاله، والذي يتخرج من كلية التربية معلم متخصص في مجاله، وهذا ما يميز كل شخص عن الآخر بحسب مجاله، حيث تبدأ فرص الإبداع في التخصص وتطوير المجال.
وهذا الأمر ينطبق على جميع التخصصات، بما فيها تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تخرج مرشدين وأخصائيين نفسيين واجتماعيين يمارسون المهنة ويقدمون الدعم اللازم للأفراد، ويحلون المشكلات بناءً على تلقيهم العلم في التخصص وتدربهم، فمن يقدم خدمة الإرشاد والاستشارة لابد أن يكون خريج أحد العلوم الإنسانية، خصوصا في مجال الدعم الأسري والنفسي، حيث إن هذا المجال حيوي وفيه تعامل مباشر مع الأشخاص، ولا يحتمل الاطلاع فقط أو اكتساب المعلومات من المواقع الإلكترونية أو تسخير تجارب الحياة الخاصة لنصح الآخرين وتقديم الدعم لهم، بل لابد لمن يقدم خدمة الدعم أن يكون متخصصا في مجاله، تلقى العلم على أيدي مختصين، ودرس النظريات وشارك في المناقشات وأتم التدريب الميداني في العيادات النفسية أو المؤسسات التي تدعم التخصص، رائعة تلك المعرفة التي يتزود بها الأفراد في مجال علم النفس والاضطرابات النفسية والمشكلات الأسرية، وتعد مصادر لاكتساب الثقافة، لكنها لا تؤهل المهتم لتقديم المشورة العلاجية أو التعمق في الطرح.
إن الخبرة الحقيقية في مجال الدعم والمساندة النفسية والأسرية تستند إلى ممارسة المهنة والتعامل مع الحالات في المؤسسات المعنية، ولابد أن تصقل الممارسة بالجانب العلمي من أجل تقديم خدمة الاستشارة بصورة صحيحة وناجحة.
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .