العدد 5417
الإثنين 14 أغسطس 2023
banner
إسفاف ينخر عظام بعض الفضائيات الخليجية
الإثنين 14 أغسطس 2023

لقد وصلت الدراما التلفزيونية الخليجية إلى مفترق الطريق، ولابد من مرحلة الاختيار بين الرفض والقبول، فقد شهدت السنوات الأخيرة تقديم أعمال لا تتناسب مع بيئتنا وأفكارنا وحضارتنا وعاداتنا وتقاليدنا، حيث لجأ بعض الكتاب إلى الأفكار الأجنبية، وكأن هناك مصالح وأهدافا، ظاهرة وباطنة، وعقولا تعمل في الإنتاج ظامئة ومتعطشة إلى تشويه صورة المجتمع الخليجي ومنحرفة عن رسالة الفن الحقيقية وقداسته.
واللافت في الأمر أن من أعطى مفاتيح الدخول لهؤلاء الكتاب وشجعهم على الابتذال والإسفاف في الألفاظ والتحريف، بعض الرموز الفنية الخليجية التي يفترض أنها استوعبت كل شيء بحكم تاريخها الطويل، فأحد هذه الأسماء - أي متتبع للمسلسلات الخليجية التي تعرض في رمضان - سيلاحظ أن الأعمال التي يقدمها بعيدة عن الصناعة والمهنة، والخبرة والتجارب، والفن والتقاليد والثقافة، وتتسم بالرخص والنخاسة، حتى أنني أطلقت على هذه الشخصية “القائد” المثابر على هدم القيم والفن الصحيح والتزييف والتلفيق والسعي وراء المادة فقط، خصوصا أن من يقبل بعرض أعماله يصيبه هلع ورعب بمجرد سماع اسمه، ولا توجد هناك لجنة تقييم واختيار، فالوضع أشبه بالتحرك الجماعي الجبار في البحث عن كل ما يسيء إلى المجتمع الخليجي الذي لم يعرف في تاريخه مثل هذه الأعمال السوقية الهابطة.
إن الوقائع تؤكد أن هناك تشويها مريعا تمارسه هذه المسلسلات ومنتجوها “الأبطال المخدرون” تجاه المجتمع الخليجي وهذه أزمة خطيرة، فالأمر لم يقف عند الاقتراب من المحظورات، إنما تعدى الأصول والأعراف والترويج للأعمال المخلة بالآداب علنا وتشويه صورة البيت الخليجي، وفي نهاية المطاف يخرج هذا البطل المنتج في الفضائية التي ترعاه ويقول.. أنا مؤمن بأن الدراما التلفزيونية أداة تثقيف وتوعية وتسلية بريئة.
علامة استفهام كبيرة نضعها على طول خارطة الرقابة الخليجية عن هذه المآسي والاحتلال والإسفاف الذي ينخر في عظام بعض الفضائيات.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية