في عام 2006 أقام نادي الكويت للسينما وتحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ورشة إعداد الممثل، حاضر فيها وأشرف عليها النجم العربي الكبير نور الشريف رحمه الله، وحضرها حينها معظم الوجوه الشابة التي عرفت طريقها الصحيح في الفن ونالت نصيبا من الشهرة اليوم. تابعت حلقات الورشة عبر قناة اليوتيوب، وكانت مليئة بالمعلومات التي تكشف للمواهب الطريق الملموس، وتساعد على الخلق والإبداع الفنيين، وتدريب الممثلين حول مفهوم الطاقة وإعادة تشكيلها، كانت خليطا عجيبا من الدراسة العملية والنظرية ومنبعا للإلهام بالنسبة للمشتغلين في المسرح والتلفزيون وحتى السينما.
لذلك نتساءل لماذا لا تبادر هيئة البحرين للثقافة والآثار، بتقديم مثل هذه الورش المفيدة لحركتنا المسرحية والتلفزيونية، والتي من شأنها تربية العقل والبدن كتوجيه أساسي، واستضافة أحد النجوم الكبار في عالمنا العربي، ولتكون الورشة مثلا ضمن فعاليات مهرجان أو فعالية ما، بالتعاون مع المؤسسات الثقافية الأهلية التي من واجبها التحرك على هذا المشروع بدل العمل الفردي المحدود والورش المتواضعة الشحيحة المقفرة، لأن الموهبة الفنية تحتاج ليشتد عودها ولتعرف مسارها الصحيح مثل هذه الورش الاحترافية المتخصصة والدقيقة البعيدة عن الازدواجية والاجتهادات والخبرة الناقصة.
عملية الإبداع الضخمة في أي مجتمع بمختلف فروعها الفكرية والميكانيكية تحتاج إلى مجموعة خبرات متكاملة متساندة على مستوى رفيع من الكفاءة والقدرة، فمن هي الجهة التي يقع عليها عبء النهوض بعملية إعداد تلك الخبرات وتوفيرها، بالتأكيد الجهات الرسمية المختصة طالما نفتقد في البحرين صفوف التدريب والمعاهد الفنية أو كليات الفنون التي توليها الكثير من الدول عناية كبيرة وتنفق عليها أموالا وتضع تحت تصرفها إمكانيات لا تخطر على البال. 
إن عملية تأهيل وإعداد الممثل الموهوب في الدول الغربية تشكل جانبا من مشاغل الحكومات ومؤسساتها الثقافية، نظرا للدور الكبير والمؤثر الذي يقوم به الفن عموما في المجتمع، ونحن لا نطالب إلا باستضافة خبراء يقدمون دورات وورشا تدريبية على غرار ورشة الراحل نور الشريف.
*كاتب بحريني