العدد 5410
الإثنين 07 أغسطس 2023
banner
مرضى يتألمون ولا علاج قريبا
الإثنين 07 أغسطس 2023

الأزمة عمرها يمتد إلى سنوات، والمرضى يتألمون لطول المواعيد في مركز السلمانية الطبيّ، حيث تقارب السنة في أغلب الأحيان، لكن يبدو أن لا أحد قلبه معهم، ولا أحد يسمع صرخاتهم، القضية باختصار أنّ هناك المئات من المترددين على المراكز الصحية يتم تحويلهم إلى مستشفى السلمانية، وفي الغالب فإنّ هؤلاء بحاجة إلى عمليات جراحية لكنهم يصدمون بأنّ مواعيدهم تحدد بعد أشهر، والمتأمل في الوضع يشعر بأنّ ما يحدث ليس طبيعياً ولا يمكن التقليل من حجم المشكلة.
المرضى يعانون الآلام المبرحة، وشخصيّا وقفت على حالات البعض منهم. إنهم بحاجة إلى من يخفف معاناتهم وآلامهم، لكن المحزن أن لا خيار أمامهم سوى الانتظار رغم ما قد يسببه لهم من مضاعفات خطيرة، وكثيرون لا تبرح ذاكرتهم خلال السنوات الفائتة ابان جائحة كورونا توقف مستشفى السلمانية عن إجراء العمليات، لكن المفارقة أنه سمح للمستشفيات الخاصة بممارستها، وتكبد الكثير من المرضى المزيد من الآلام، وكان عليهم إمّا الانتظار حتى جلاء الجائحة أو التوجه نحو المراكز الطبية الخاصة، والقلة فقط لجأوا إلى الطب الخاص والبعض الآخر لم يجد مفرا إلا الاقتراض والبحث عن علاج بالخارج، بينما الآخرون ونعني الذين لم تسعفهم ظروفهم المادية تجرعوا الآلام والعذابات المريرة.
إنّ السؤال الذي بقي معلقا حتى اللحظة وبانتظار الإجابة الشافية من أحد القائمين على مركز السلمانية الطبيّ هو هل من المنطق والمعقول أن تظل أزمة بهذا الحجم والأهمية دون حل كل هذه السنوات؟ أم أنّ على الذّين شاءت حظوظهم العاثرة وأنهكتهم الأمراض الاستسلام للواقع رغم ما يحمله من آلام؟ وهل أنّ جوهر الأزمة يتعلق بنقص في الكوادر الطبية كما يشيع البعض أم بسوء التخطيط والإدارة؟ ولماذا تقف إدارة السلمانية مكتوفة الأيدي أمام هذه المعضلة؟ الذي نعتقده أنّ الأوضاع باتت ملحة لأبعد الحدود للتحرك وإيجاد حلول جذرية، فالصمت لم يعد مجديا والانتظار ليس الخيار الأنجع نظرا لما قد يترتب من آثار لا تحمد عقباها.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .