العدد 5409
الأحد 06 أغسطس 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الانقسام الفلسطيني
الأحد 06 أغسطس 2023

منذ احتلال فلسطين حتى يومنا هذا والعنوان العريض لمسيرة النضال الفلسطيني هو الانقسام والانقسام والانقسام، ثم تفضيل الآيديولوجيا والعقيدة الحزبية على الوحدة والتماسك الفلسطيني، فبدلا من أن يكون هناك ممثل واحد لمسيرة الكفاح الفلسطيني لاسترداد الأرض والحق، نرى وجود فصائل وأحزاب وكيانات إخوانية وسلفية ويسارية وشيوعية وشعوبية وليبرالية، وكان الهدف الأول لكل هؤلاء حصول الحزب أو الكيان بالدرجة الأولى على المنافع والمصالح، ولتذهب الوحدة الفلسطينية والتماسك الفلسطيني للجحيم.
ورأينا خلال العقود الماضية تصارع وتقاتل هذه الفصائل الفلسطينية فيما بينها وجريان دماء الفلسطينيين سواء أعضاء هذه الفصائل أو المدنيين الذين لا ذنب لهم، بل وصل الأمر إلى حدوث مواجهات عسكرية بين الكيان أو الفصيل الفلسطيني الواحد، ليتم الانقسام داخل هذا الفصيل أو الكيان، أيضا رأينا خلال العقود الماضية ولاء هذه الفصائل وهذه الكيانات للجهات الخارجية التي تمول هذه الفصائل حتى لو كانت توجهات هذه الجهات الخارجية معادية لمصالح الشعب الفلسطيني. رأينا أيضا كيف قامت حماس تحت حجة التمسك بالديمقراطية بإحداث شرخ وانقسام كبير حينما سيطرت على غزة، وأعلنت بشكل غير مباشر “دويلة غزة” لتكون أول كيان “إخونجي” بالعالم العربي، مقدمة هدية عظيمة لإسرائيل لم تكن تحلم بها، وأصبح لدى تل أبيب فريقان فلسطينيان هما السلطة الشرعية وكيان غزة الإخواني، فيما يعد أكبر دليل على رغبة هذه الكيانات وهذه الفصائل في الانقسام وتحقيق مصلحة كيانها وحزبها بالدرجة الأولى والأخيرة، متذرعة بالدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني وذرف دموع التماسيح على شهداء فلسطين الذين يسقطون بسبب مغامرات وتهورات هذه الأحزاب. 
وتأتي المواجهات العسكرية الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان وسقوط القتلى والجرحى من الفلسطينيين، لتعطي مثالا صارخا على مدى أنانية الأحزاب والفصائل الفلسطينية في تحقيق المصالح الحزبية، وضربهم بعرض الحائط مسيرة الكفاح الفلسطيني بعدم توحدهم خلف السلطة الفلسطينية الشرعية، وتسببهم باستمرار مأساة الشعب الفلسطيني بالماضي والحاضر والمستقبل.

*كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .