يحتفي الأشقاء المصريون، وأبناء العرب جميعاً بالذكرى الحادية والسبعين لثورة 23 يوليو المجيدة التي أعادت لمصر هويتها ووجودها بعد التحرك العسكري الذي قاده ضباط الجيش المصري الأحرار، والذين أسهموا بتضحياتهم ودمائهم في تحول نظام الحكم في مصر إلى النظام الجمهوري الذي يعبر عن إرادة الشعب وهوية الدولة ووجودها.
وألهمت هذه الثورة شعوب المنطقة، فكانت شرارة الحرية الأولى، للقضاء على الإقطاع، والاستعمار، وسيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة جيش وطني قوي، وعدالة اجتماعية، وحياة ديمقراطية سليمة، كما تبنت الثورة فكرة القومية العربية، وسعت إلى مساندة الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار، وحققت الوحدة مع سوريا واليمن، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا، وكان لمصر الدور الرائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز.
وأستذكر هنا مقتطفة من بيان اللواء أركان حرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري حينما قال” اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد، وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل، تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين”. ثورة 23 يوليو هي محطة فارقة مهمة في تغير ملامح هوية المنطقة العربية برمتها، كما أنها حجر زاوية يظهر خلالها معدن الشعب المصري الأصيل، في العزيمة، والإرادة، والكرامة، ومحاربة الظلم والجور والتعدي على الحقوق.
مصر العظيمة التي نراها اليوم، لم تأت من فراغ، أو صدفة، بل ثمرة دماء سقاها الآباء والأجداد المصريون لأرضهم، دفاعاً عن الشرف والهوية والوجود، فكانت أرض النيل كما نراها اليوم، شامخة، مقدرة من كل شعوب المنطقة والعالم.
* كاتب بحريني