قبل قمة “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير” التي عقدت في جنيف يومي 6 و7 يوليو الجاري بأيام قليلة، رأينا دورًا مهمًا للروبوتات في موسم الحج من خلال استقبال الحجاج بالحرم المكي، وتوزيع مياه زمزم عليهم، وكذلك توجيه الحجاج والمعتمرين عن كيفية أداء المناسك، والإفتاء والإجابة على السائلين من قاصدي المسجد الحرام، مع إمكانية إضافة الترجمة الفورية للغات مختلفة.
وفي مكان ومجال آخر، وتحديدا في كوريا الجنوبية، تابعنا قيادة أول روبوت لحفل للأوركسترا الوطني، وهو الأمر الذي أثار فزع أحد النقاد الموسيقيين، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي لحالة من البلبلة في تطور الحالة الموسيقية، محذرا من التخلي تماما عن العنصر البشري في قيادة الأوركسترا، قائلا “الأمر يعتمد على إدخال البيانات، فالروبوت ليست أمامه نوتة موسيقية، ونحن أمام حالة من البرمجة التامة التي تخلو تماما من الإبداع والحس الإنساني”. 
معنى هذا أن هناك فوائد لا تحصى لاستخدام الذكاء الاصطناعي مع وجود محاذير ومخاطر أيضًا من انفتاح تطوره لدرجة دعت خبراء التكنولوجيا إلى وقف تطوير نظم الذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤكد أهمية وضرورة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى تطوير الذكاء الاصطناعي لمصلحة الجميع من خلال وضع حواجز تستند إلى حقوق الإنسان والشفافية والمساءلة، مع أهمية وضع معايير توجيهية لتطوير واستخدام ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي بالإجماع والتوافق بين دول العالم. وقد كانت خطوة مهمة من البرلمان الأوروبي عندما أقر في يونيو الماضي 2023 مشروع قانون يعرف باسم قانون الذكاء الاصطناعي (AI Act)، وهو أول مجموعة شاملة من التشريعات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى تقييد بعض الاستخدامات الأكثر خطورة للتكنولوجيا. القضية مهمة سواء لأهمية الذكاء الاصطناعي والتسارع الرهيب في إصداراته والمدى الواسع لاستخداماته النافعة منها والضارة، أو لتأثيراته المتزايدة على البشر، أو للفجوة المخيفة الحاصلة في هذا المجال بين دول العالم، وهو الأمر الذي يستحق المزيد من البحث والمؤتمرات والقمم بين المتخصصين والمؤثرين لنضمن في النهاية وضع قواعد للسيطرة على هذه الصناعة سريعة التطور عميقة التأثير.
*كاتب مصري