الكتابة عن مشاكل المواطنين مع وزارة الإسكان ورغم أنها تضرب في الأعماق، إلا أنها بالنسبة لنا في الصحافة أصبحت لا تشكل حافزا ولا هدفا، باعتبار أن الجذوع والأغصان متداخلة ويصعب الوصول إلى الازهار، لكن في بعض الأحيان يطرق بابك مواطن وفي عينه حرارة الأسى والمعاناة وهو يقول لك.. اكتب عن مشكلتي مع الإسكان على شكل رثاء.. نعم.. هذا ما سمعته من جاري الذي يعود طلبه إلى العام 2010، ويسكن في قسم خاص بمنزل العائلة، ونعيد نفس الصيغ السابقة التي تعبر عن الموروث، وهي أن أبناءه وصلوا إلى مرحلة البلوغ وتنقصهم الخصوصية كحال آلاف الأسر البحرينية بكل الملامح والدلالات.
قلت للجار.. لقد كتبت من قبل في هذه الزاوية عن ضرورة قيام وزارة الإسكان بإزاحة الغبار عن الطلبات القديمة، وأن هناك مواطنين تعود طلباتهم الإسكانية إلى أكثر من 19 سنة وربما أقدم، وأنهم مستوفون كل الشروط ومع ذلك لم يأت دورهم في الانتفاع بوحدة سكنية، وللأمانة لقد تجاوبت سعادة وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني آمنة بنت أحمد الرميحي، مع العمود، وقابلني المهندس عاصم عبداللطيف عبدالله وكيل وزارة الإسكان مشكورا، وشرح لي العديد من الأمور التي من بينها برنامج “تسهيل”، وهنا رد علي الجار أن هذا البرنامج لا يناسبه إطلاقا نظرا لظروفه المادية، وأخبرني أن هناك عددا من أصدقائه قد حصلوا على وحدات سكنية في مدينة سلمان، والحد، وطلبهم الإسكاني مقارب لطلبه، وأكد أنه من الصعب جدا موافقة أصحاب الطلبات القديمة على هذا البرنامج، فبعد كل الألم المرير من الانتظار والقلوب التي تحفر الأمنيات للحصول على بيت العمر، تختلف الرؤية إلى مشروع منفصل عن الحلم وبأثر رجعي.
أتمنى من الإخوة في وزارة الإسكان النظر في مشاكل هؤلاء الناس البسطاء بعدسة أكبر وتخليصهم من الكابوس المستمر.

*كاتب بحريني