اللقاء الجميل الذي قدمته صحيفة “البلاد” الأسبوع الماضي لقرائها ومتابعيها، مع الشابة فاطمة قمبر التي تبرعت بكليتها لوالدتها المريضة، يوجز ثلاثة أمور بالغة الأهمية، الأول ثقافة التضحية التي قلما نراها اليوم في مجتمعات تغرق في المصلحة والأنانية، وتقديم الاحتياجات على مصالح الآخرين، وعلى المبادئ والقيم.
الأمر الآخر، هو رد الجميل، فقمبر التي لم تتردد بالتبرع بكليتها، رغم خطورة العملية، لم تنس ما قدمته أمها لها من وفاء ورعاية وحب لسنوات طويلة، فبادرت بهذا الموقف العظيم الذي أوجد النجدة لأمها بعد أن تدهورت صحتها بشكل خطير.
الأمر الثالث هو حسن التربية، مع تكالب الظروف المجتمعية الحالية، هنا وفي كل مكان بالعالم، والتي وضعت أرباب الأسر في مشوار تربية أولادهم بمأزق لا يحسدون عليه.
وعودة للشابة فاطمة قمبر، فقد أعجبتُ بأنها كانت غير خائفة قيد شعرة فيما أقدمت عليه، بحال يعكس التربية وقيمة الأم والأب عندها، على مدى سنوات صعبة من التربية، والتوجيه والمتابعة، والملاحظة، حيث حصدت بكل تأكيد ثمارها الآن.
كثيرون يتمنون اليوم وكل يوم، أن تكون لديهم ابنة مثل فاطمة، تسندهم وتشد أزرهم، حين يتقدم بهم العمر، وحين تتكالب عليهم الظروف، وتصعب الحياة، ولكي تقدم هذه الابنة وغيرها للآخرين الصورة الحسنة والخيرة للبيت الذي جاءت منه، والذي نشأت وفيه وتربت، ودمتم بخير.
*كاتب بحريني