نشرت الصحف المحلية خبرا جديرا بالاهتمام، بل تقديم الشكر والتقدير لوزارة السياحة بخصوص تنظيم رحلات سياحية لراكبي الترانزيت على رحلات طيران الخليج، وذلك بالتعاون مع شركة طيران الخليج وشركة مطار البحرين وهيئة السياحة والمعارض، ويهدف تنظيم هذه الرحلات السياحية إلى تعريف المسافرين على الأماكن السياحية والمعالم الأثرية والتاريخية لمملكتنا الغالية.
والحقيقة تقال، هذه المبادرة الرائعة من قبل وزارة السياحة تحتاج إلى تظافر الجهود من قبل الجهات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين، حيث إن زيارة مسافري الترانزيت للأماكن السياحية المختلفة تستغرق 3 ساعات فقط، فإنهم سيحتاجون بلا شك لتقديم كل الدعم والمساندة والمعاملة الحسنة اللبقة من أهل البحرين، ما سيترك أثرا حسنا في قلوبهم، ويعكس معدن أهل البحرين وأخلاهم، ولن تنجح السياحة إلا بوجود عقلية ومزاج وسلوك سياحي في تعامل وتعاطي المجتمع بأفراده وشرائحه وفئاته، كالمرونة والترحاب والتسامح والتفهم وقبول الآخر والكثير من القيم والمبادئ والأخلاقيات التي يمكن تعلمها والتدريب عليها عبر برامج وخطط ورسائل توعوية وتثقيفية حول أهمية السياحة كقوة ناعمة كبيرة تُسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، وسينعكس ذلك مباشرة على المجتمع بأفراده وشرائحه المختلفة، فالمسؤولية مشتركة إذا أردنا إنجاح هذه التجربة الأولى من نوعها على المستوى الرسمي.
ورغم أنها تنظم بشكلٍ مجاني، أتمنى أن يكون التنظيم جيدا ودقيقا، فالاهتمام بالتفاصيل في التنظيم الإداري واللوجستي من الأولويات، وذلك لترك أثر طيب ورائع لدى المسافرين بهدف تشجيعهم على تخطيط زياراتهم مستقبلًا، حيث إن الكثير من المسافرين يجهلون ما تملك مملكتنا من مقومات سياحية كبيرة ورائدة وتاريخ عريق وحضارة وشعب كريم وأصيل. أتمنى من وزارة السياحة وضع خطة شاملة لإبراز اسم البحرين على الخارطة العالمية، وبصراحة فإن الوزارة أمامها تحديات كبيرة لتعريف البحرين عالميًا. لاشك أن تحقيق تلك الرؤية والهدف يتطلب رصد ميزانية ضخمة ومشاركات خارجية وإعلانات والكثير من حملات التسويق والعلاقات العامة والإعلام. أتمنى أن توفق وزارة السياحة في تنفيذ هذا الحلم في إطار خطتها الاستراتيجية للسياحة للأعوام 2022 - 2026، والرامية لتنويع المحفظة الاقتصادية للمملكة.
* كاتب وإعلامي بحريني