سعدت كثيرًا بالخبر الذي نشرته الصحف المحلية عن مساهمة عائلة الوجيه حسين علي يتيم في بناء مركز صحي في مدينة سلمان، حيث وقعت مؤسسة حسين علي يتيم الاتفاقية مع “مراكز الصحة الأولية” التابعة لوزارة الصحة، ولاشك أن هذه المبادرة تعكس دور القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في دعم جهود ومساعي التنمية المستدامة، لاسيما في القطاع الصحي، هذه المبادرة المقدرة إنما تعكس التزاما أدبيا ومبدأ راسخا في التعاون المثمر والبناء من قبل القطاع الخاص مع جهود الحكومة الرشيدة لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، ولا أريد أن أذكر محاسن ومساهمات هذه العائلة الكريمة، إذ إن شهادتي فيها مجروحة بسبب دعمها الكثير من المشاريع التنموية والخيرية في المملكة.
في المقابل نجد تقصيرا كبيرا من قبل بعض العائلات البحرينية المعروفة والتي تملك ثروات هائلة (الله يزيد ويبارك)، لكنهم مع الأسف الشديد ليست لهم أية مساهمات تذكر تجاه المجتمع البحريني! ونجد بعضهم يتهافتون على بناء الجوامع والمساجد والمآتم فقط! في اعتقادي أن المجتمع بأمس الحاجة إلى مشاريع خدمية أخرى تخدم مصالح المواطنين والمقيمين كالمراكز الصحية، ومراكز المكفوفين والاحتياجات الخاصة وكبار السن، وصالات المناسبات، والحدائق العامة، وشراء سيارات الإسعاف أو الأجهزة الطبية والقائمة تطول، نحن بحاجة لمثل هذه المشاريع الضرورية ومن واجب القطاع الخاص من شركات وبنوك ومؤسسات مالية وشركات عائلية أن تتحرك بشكل أكبر في إطار خطة عمل متكاملة ضمن سياستها للمسؤولية الاجتماعية (CSR)، فبعض المؤسسات لا تكترث كثيرًا لهذه الأمور وكل همها جني الأرباح وتوزيعها على المساهمين، بل بعضهم يبخل على العاملين فيها!
بصراحة شديدة ومن وجهة نظري الشخصية يجب أن تكون المساهمات والتبرعات بشكل عام مدروسة بشكل جيد قبل الشروع بتقديمها، إذ إن هذه المشاريع تكون في الغالب عالية التكاليف ومن المهم أن تكون منصفة وتلبي احتياجات جميع المناطق في مملكتنا الغالية. قال تعالى “وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
* كاتب وإعلامي بحريني