تناقلت الصحف المحلية والعالمية ووسائل التواصل الاجتماعي خبرًا جديرًا بالاهتمام والاستغراب، بل أعتبره من وقع الخيال! هذا الخبر يستحق أن يكون خبر العام بسبب ما يحمله من معان ومعجزات إلهية وقوة خارقة في الإرادة.
يقول الخبر إن طائرة صغيرة كانت تقل سبعة ركاب تحطمت وتوفي 4 من البالغين في حين تم العثور على ثلاثة أطفال بينهم رضيع أحياء بعد خمسة أسابيع من الحادث في غابات كثيفة في جنوب كولومبيا! بالله عليكم كيف استطاع الأطفال العناية بالرضيع الذي لم يتجاوز عمره 11 شهرًا! بصراحة شديدة جلست أفكر في هذا الأمر أكثر من يومين دون أن أصل إلى نتيجة! وبحسب الدراسات العلمية، فإن الإنسان يموت إذا توقف عن تنفس الأوكسجين لمدة ثلاث دقائق، وإن لم يشرب الماء لمدة ثلاثة أيام وإن لم يأكل لمدة ثلاثين يومًا. لا شك أن هناك الكثير من الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وسيول وحوادث يومية سواء كانت مرورية أو شخصية وغيرها، بعضها لا نعلم عنها ولكننا نقف عاجزين عن تفسير تلك الحالات التي يتم إنقاذ الأشخاص بعد أيام أو أسابيع من الحادث، فهي تعتبر من المستحيلات، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، كيف بالإمكان تحدي هذه الظروف القاهرة؟
في اعتقادي الشخصي يعود السبب إلى المعجزة الإلهية في المقام الأول، ومن ثم الإرادة القوية للأشخاص الذين يعيشون تلك الأزمة. أحيانًا حسن التصرف وتغليب العقل يمكننا من التغلب على الكثير من الصعاب والأزمات، فعلى الرغم من أنهم كانوا أطفالا في عمر الزهور إلا أنهم أثبتوا علو كعبهم واستطاعوا أن يديروا أمورهم بشكل أفضل من الكبار. 
هذه القصة أثبتت لنا أنه لا يوجد شيء مستحيل في الحياة، فبعد رحمة وعناية رب العالمين يأتي دور الإنسان نفسه في تدبير شؤون الحياة وعمل المستحيل من خلال مواجهة التحديات. إن إنقاذ العالقين ومد المساعدة لهم في لحظات الغرق أو الزلازل وفي جميع الحوادث والكوارث من المقاصد الثانوية للآية الكريمة “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.
كاتب وإعلامي بحريني