العدد 5379
الجمعة 07 يوليو 2023
banner
ما هكذا تُورد الإبل يا سعد
الجمعة 07 يوليو 2023

“ما هكذا تورد الإبل يا سعد”، مثل عربي يضرب في كل من يعمل عملا بطريقة غير مناسبة، وربما ينطبق المثل على الوضع المأساوي للعمالة الأجنبية السائبة في المنامة بعد نشر أحد الإخوة الكويتيين مقطع فيديو وهو لا يصدق ما يراه بأم عينه! وفور تداول هذا الفيديو بشكل واسع وسريع، قامت أمانة العاصمة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والصحة والبلديات والزراعة وهيئة تنظيم سوق العمل وتنظيم حملة لإزالة فرشات الباعة الجائلين غير المرخصين.
أن يقوم أحد الإخوة الأشقاء بتذكيرنا وانتقادنا جزاه الله خيرا، فإنه من باب حبه وطنه الثاني، وحسب معلوماتي بأن أحد أعضاء مجلس النواب سبق وأن ذكر في مداخلاته في إحدى جلسات مجلس النواب هذا الوضع، وكذلك بعض النشطاء الاجتماعيين ومؤسسات المجتمع المدني، ولكن لا حياة لمن تنادي! ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تريدون يا سادة أن يذكركم الناس بعملكم؟! أتذكر بأنه قبل أكثر من ثلاث سنوات قام أحد الأجانب الأوروبيين بنشر فيديو وهو يستقل دراجته الهوائية في الحنينية، وصور كيف أن المكان كان مليئًا بالأوساخ والقمامة تملأ المنطقة! وقامت بلدية المنطقة الجنوبية حينها بإرسال فرق لتنظيف المنطقة فور نشر هذا الفيديو، لكن كما يقول المثل ‘بعد خراب البصرة”، وقد كتبت مقالًا عن ذلك حينها، وكنت قد وجهت نفس السؤال، لماذا تنتظرون أحدا ينقل لنا هذا الوضع غير المقبول، ولماذا لا يكون هناك نظام متبع على مدار العام من قبل المسؤولين لضمان عدم حصول أي تقصير.
ويتكرر اليوم السناريو نفسه وفي موقع آخر!  والمضحك المبكي أن أمانة العاصمة في تصريح لها في الصحف المحلية ذكرت أنها استندت في قرارها بانتشال الباعة الجائلين إلى البند (10) من قانون النظافة لعام 2019 وقانون الصحة العامة (34) لعام 2018! إذا أين الخلل؟ فالقانون واضح وصريح، مشكلتنا في اعتقادي الشخصي تكمن في نظام العمل المتبع وليس في القوانين، فقانون النظافة على سبيل المثال وليس الحصر أخذ وقتًا طويلًا في أروقة مجلسي النواب والشورى، وبذلت جهود كبيرة واستثنائية لإصداره من قبل الحكومة.. ما هو الحل يا سادة؟ أفيدونا افادكم الله.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية