العدد 5383
الثلاثاء 11 يوليو 2023
banner
أنقذوا ما تبقى من تراث
الثلاثاء 11 يوليو 2023

البيوت التراثية تحت معاول الهدم.. هذه حقيقة بتنا نعيشها للأسف، وتتم تحت سمع وبصر الجميع، لكن يبدو أن لا أحد يهمه أمرها، ولا أحد فعل شيئا لوقف هذا التعدي على جزء من التاريخ والهويّة، وغنيّ عن الذكر أنّ تلك البيوت والجوامع تعد ربما آخر الخيوط التي تربطنا بالماضي، وإزاء هذا الوضع لماذا لا تعلن الجهة الموكل إليها أمر التراث إنقاذ ما تبقى منها قبل أن تتحول إلى أنقاض؟ 
الموضوعية تقتضي منا القول إنّ بيوتا في مدينتي المنامة والمحرق كبيت الشاعر الكبير إبراهيم العريض والقصيبي في مدينة المنامة وبيت سيادي في مدينة المحرق تم استملاكها وترميمها، لكن المؤسف أنّ عددها محدود جدا، أمّا ما تبقى منها فإمّا عمدوا إلى إزالتها أو أنها مهددة بالهدم في أية لحظة يقرر فيها ملاكها، لكن السؤال الذي يدور في ذهن كل مواطن ماذا عن الأخرى التي لا تزال تحتفظ بأصالتها وطابعها التراثيّ؟ المحزن أن مستقبلها أصبح مجهولا. أتذكر أنني قبيل سنوات خاطبت هيئة التراث والثقافة حول واحد من تلك البيوت التراثية، والذي قرر مالكه هدمه، لكنّ الإجابة كانت أنّ الاستملاك ليس من اختصاصها! لكنه يتبع جهة أهلية أخذت على عاتقها ترميم ما يقع عليه الاختيار، وهكذا تبقى مثل هذه الكنوز عرضة للضياع والمجهول. البيوت التراثية التي تم استملاكها أصبحت مراكز تراثية تعبق بتاريخ الأجداد، وشاهدة على نمط من العيش عاشته تلك الأجيال، وهنا نتساءل.. أليس من حق الأجيال الحاضرة التعرّف عليها؟ 
الذي نود التأكيد عليه هنا أنه ليست البيوت وحدها تتم إزالتها، لكن هناك جوامع تناهز عمرها المئة عام أو أكثر بقيت دون ترميم أو تجديد، ربما الاستثناء بينها جامع قرية بوري الأثري، ذلك أنّ عددا من أهالي القرية أطلقوا مبادرة لإنقاذ الجامع من حالته التي تنذر بانهياره، وهؤلاء يجسدون نموذجا رائعا في الحرص على حفظ التراث، إذ استطاعوا الحفاظ على هذا المعلم التاريخيّ النادر، ويبقى أن نذكر هيئة التراث بالتحرك لإنقاذ ما تبقى من بيوت قبل أن تطالها معاول الهدم.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .