سوف أعرض أمامك سيدي القارئ، لاحقًا، مقولة لأحد الأدباء المعروفين. أما لماذا هذه المقولة بالذات وما علاقتها بالإدارة والمشتغلين في هذه المهنة، فإن الإجابة تكمن في محتواها، الذي يعرض لنا 3 صفات هي في غاية الأهمية لممارسي العمل الإداري، كما أراها. 
كنت وخلال فترة اشتغالي في الإدارة أحتفظ بهذه المقولة، وهي مكتوبة على لوحة صغيرة وبخط جميل وأضعها أمامي على مكتبي؛ لتكون تحت بصيرتي قبل بصري. فماذا كانت تحمل تلك المقولة في ثناياها؟ ولم هذا الاهتمام غير العادي بمحتواها؟ وإليك الإجابة سيدي القارئ. 
“لقد تعلمت الصمت من الثرثارين، والتسامح من المتعصبين، والرحمة من قساة القلوب، ولكن الغريب هو أنني أشعر بالامتنان تجاه هؤلاء المعلمين” انتهى. تلك كانت المقولة، وهي قد تكون نتاج معايشة وخلاصة تجارب حياتية حاول الأديب جبران خليل جبران أن يختزلها لنا في تلك الكلمات. 
الصمت والتسامح والرحمة، ألا تأتي هذه الخصال على رأس قائمة الصفات التي يتوجب أن يتحلى بها القائد الإداري؟ فالصمت كما يقول جورج برنارد شو يمنحك متعة التنزه في عقول الآخرين. ويمكنني القول قارئي الكريم إن الصمت يسبغ علينا نعمة الاستماع الجيد والفاعل. أليس كذلك؟
أما التسامح والرحمة فقد تجلتا في أعظم وأقدس كتاب، وهو القرآن الكريم، حيث يقول الخالق سبحانه وتعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). صدق الله العظيم. ما رأيك سيدي القارئ؟ أليست تلك من الخصال التي يتوجب على القائد الإداري التحلي بها؟