أعجب أحد الرسامين المشهورين بجمال السيدة الجالسة أمامه في المقطورة، فانتهز اندماجها في القراءة وأخرج أدواته وبدأ في رسمها. ولكن كيف يبدأ الحديث معها ويعرض عليها اللوحة؟ يقال في مثل هذه المناسبات يجب على أحدنا كسر الجليد! أي يجب على أحدنا أخذ المبادرة. وهذا ما حصل، فقد بدأ صاحبنا حديثه مع تلك الحسناء قائلاً:
السفر بالقطار متعة، فهو يمنحك حرية الحركة والاستمتاع بجمال الطبيعة، و.. نظرت إليه السيدة وعلقت قائلة: ويجعل بعض الفضوليين يمارسون هواياتهم على حساب من يكونون معهم في هذه المقطورة. قاطعها بهدوء وبابتسامة قائلاً: العفو سيدتي، ولكني لم أستطع مقاومة هوايتي بل هي مهنتي التي أكسب منها عيشي وأكون صريحًا معك، فالذي لا يقدّر هذا الجمال ليس بفنان، فالفن سيدتي هو ذاك الحس المرهف و..
قاطعته وبذات الابتسامة الجميلة: قلت إن الرسم هو مهنتك وهذا يعني أنك ستبيعني هذه اللوحة.. أليس كذلك؟ بعد شيء من التردد وبكلمات غير مرتبة أجابها: يمكن سيدتي أن تقبليها هدية مني تقديرًا لهذا.. مرة أخرى تقاطعه وبلطف قائلة: نعم يسرني ذلك، ولكن لو طلب منك مثل هذا العمل من قبل أحد الزبائن فكم ستكون قيمته؟
أجابها بحماس غير عادي: ليس أقل من 200 دولار سيدتي.. هزت السيدة رأسها في استغراب قائلة: هذا السعر غير معقول! فأنت لم تأخذ إلا دقائق في رسمها. أجابها وبثقة: خبرتي الطويلة في ممارسة مهنتي سيدتي تؤهلني في إنجاز العمل في أقل وقت ممكن وبإتقان وبالجودة العالية كما ترين. ما رأيك سيدي القارئ في رد الفنان عن الخبرة؟