العدد 5377
الأربعاء 05 يوليو 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
منافقون بثياب التمدن
الأربعاء 05 يوليو 2023

لا تزال ثقافة حرق المصحف الشريف والإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حية ونشطة لدى المتطرفين في العالم بشكل عام ولدى بعض الحكومات الأوروبية بشكل خاص، فرأينا مثلاً قيام متطرفين هندوس بالإساءة للرسول الكريم والمصحف الشريف، كما شاهدنا الرسومات المسيئة وحرق المصحف بفرنسا والدانمارك وهولندا، كما رأينا أيضاً مؤخراً عملية حرق المصحف الشريف في السويد من قبل متطرف عراقي، كل تلك الحوادث خصوصاً التي وقعت في أوروبا كان لها شكل واحد هو دفاع الحكومات في هذه البلدان عن تلك الإساءات من خلال ما يسمى بحرية التعبير. 
لقد دافعت هذه الحكومات في بياناتها الصحافية عن حرية التعبير التي سمحت لهؤلاء المتطرفين بحرق المصحف ونشر الرسومات المسيئة للرسول والإسلام، وفي الوقت نفسه أعربت عن شجبها هذه الأحداث التي تصفها بالمستنكرة، ونحن هنا أمام موقف يمكن أن نطلق عليه بأنه غبي أو خبيث أو معتوه من قبل هذه الحكومات التي تؤيد الإساءة للإسلام بحجة حرية التعبير وفي الوقت نفسه تستنكر هذه الأفعال، وحتى نقوم بتوضيح موقف هذه الحكومات بشكل بسيط للقارئ الكريم سنضرب مثلاً برجل أمن يقوم بتوفير السلاح وتأمين المكان والأمان والترخيص لمجرم ليقوم بقتل شخص آخر، وبعد تنفيذ عملية القتل يقوم رجل الأمن هذا بإصدار بيان يقول فيه إنه يؤيد حرية القتل وبالوقت نفسه يدعي بأنه يستنكر هذا الفعل، وهكذا هي الحكومات التي أيدت عمليات الإساءة وحرق القرآن، فهي أعطت الأمان وسمحت لهؤلاء بالإساءة وحرق القرآن بحجة التعبير، وفي الوقت نفسه ادعت أنها تستنكر هذا الفعل الذي سمحت به، لهذا أعيد الوصف أعلاه بأن ذلك الموقف الداعم لحرية الإساءة ثم استنكار هذا الفعل إما موقف غبي أو خبيث أو قذر. 
المهم أن ثقافة الإساءة للإسلام ستستمر مهما ادعوا تحضرهم ومدنيتهم وتطورهم لأنهم منافقون.
* كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية