كما أسلفنا سابقا فإن “حرية الإعلام” مفهوم إعلامي راق يتم تطبيقه من قبل الصحافيين والإعلاميين بكل حذر، حتى لا تتسبب حرية الإعلام والتعبير هذه في تعريض أمن المجتمع والدولة للخطر، وحرية التعبير والرأي والصحافة والإعلام مسألة نسبية تختلف درجاتها وتفسيراتها وتطبيقاتها من شخص لآخر ومن جهة لأخرى.
ولعل الإعلاميين الغربيين ووسائل الإعلام الغربية خير مثال على ذلك، فهؤلاء جميعا وضعوا مفهوم حرية التعبير تحت أقدامهم ومنعوا وسائل الإعلام الروسية من البث ومن تسويق رسائل الكرملين من الأراضي الأوروبية والأميركية، بل وحاصروا أي صحافي غربي حتى من الحياد الإعلامي فيما يتعلق بالمواجهة الروسية الأوكرانية، والصحافيون الغربيون ووسائل الإعلام الغربية لا تتهاون أبدا في مسألة تعريض أمن بلادهم للخطر، على عكس بعض الأفراد العرب الذين يريدون الشهرة وتحقيق المصالح الشخصية ولا مانع لديهم من الإضرار بالمجتمع وأمنه. فهؤلاء يقومون وبطريق غير مباشر بتنفيذ السياسات الخارجية للدول ضد مجتمعهم وبلدهم، وهم يتسترون بالبكاء على مصطلح حرية الإعلام سواء بالمقاطع والمنصات أو الكتابات، كنوع من التسويق غير المباشر لأنفسهم لدى الجهات الخارجية لكي تقوم بدعمهم واستخدامهم والدفاع عنهم من أجل إطلاق صفة نشطاء إعلاميين واستخدامهم كوسيلة لابتزاز هذه الدولة أو تلك، وقد رأينا العديد منهم خلال الفترة الماضية، حيث عرضوا أمن المجتمع العربي للخطر وقاموا بتشويه صورة القدرة والإمكانات العربية لتطوير وازدهار المجتمع العربي، مقابل تعظيم وتقديس كل ما هو شعوبي وغير عربي، قبل أن ينكشف هؤلاء أمام الرأي العام العربي، خصوصا بعد أن قادت السعودية لواء الوحدة العربية والتحرك العربي ضد المخططات الخارجية، وأصبحت للعرب اليوم كلمة في المحافل السياسية والاقتصادية والعسكرية الدولية.
المهم أن نشطاء العمالة انتهوا الآن لكنهم سيعيدون الكرة مرة أخرى.
كاتب سعودي