بادعاءات كاذبة دخلوا البحرين، على أنهم سُيّاح جاءوا لقضاء الأوقات في المنتجعات، لكنهم - بكل أسف - سُيّاح وهميون ومزوَرون، قدموا البحرين لاستغلال التسهيلات الممنوحة للسُيّاح، فإذا بالأمر ينتهي بهم إلى الانضمام إلى حشود العمالة السائبة غير النظامية، والتي وثقت مقاطع الفيديو المنشورة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ممارساتهم غير المتحضرة، وإضرارهم بواجهة البلد أعظم إضرار، إضافة إلى إزعاجهم المواطنين وزوار البلاد من الزائرين والسُيّاح، فتجدهم يتسولون الناس، ويتسكعون على الشوارع، ويتعرضون للمارّة طلبًا للمال أو العمل بزعمهم، بل بعضهم يتجرأ على طرق أبواب البيوت، وأعجبُ من ذلك فريق منهم استولى على أرصفة الشوارع وتخصص في تحضير بعض الأطعمة والمشروبات، وبيع المنتجات والأغذية بشكل غير صحي، مستخدمين في ذلك عرباتهم الخشبية الملوثة.
وما أكثر ما تضج به حسابات مواقع التواصل من مقاطع فيديو لسماسرة أجانب يعرضون فيها مستجدات طرق الاحتيال لدخول البلد، وممارسة هذه الأعمال المخالفة للأنظمة والقوانين، والغريب أنهم ينشرون إعلاناتهم ويشرحون تكاليف الحصول على هذه الخدمة بكل “بجاحة وقواة عين”، فتجد من دخل على أنه سائح يمارس مختلف أنواع المهن، كغسيل السيارات وأعمال البناء وجمع المخلفات، وهكذا تنتهك الأنظمة والقوانين بفعل هؤلاء السماسرة، والخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن، فتتزايد أعداد البشر دون إضافة نوعية أو فوائد تذكر على الاقتصاد، علما أن ازدياد أعدادهم يعكر صفو البيئة، ويجعل هذا الوضع طاردا للسياحة ومنفرا للناس، خصوصًا أنهم يستهدفون العاصمة، والمواقع الحيوية، لذا نحتاج اليوم إلى إعادة تقييم هذه التأشيرات والتخلص من سلبياتها.
كان الواجب التركيز على تقديم التسهيلات لسياح الدول المعروفة بتوجه شعوبها للسياحة، ما يخفف هذا الوضع الراهن.

كاتب بحريني