نسعد بالمعارض العقارية التي تقيمها وزارة الإسكان لتسريع توفير الخدمات للمواطنين، والتي باتت تتقدم يومًا بعد يوم نتيجة الجهود المبذولة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الحكيمة، لكننا نجد غصة في بعض التعليقات المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي من بعض أصحاب الطلبات الإسكانية القديمة تجاه الأخبار المبشرة التي تزف تدشين الخدمات الحديثة والمتطورة من وزارة الإسكان، وتظهر استفادة الآلاف من أصحاب الطلبات الإسكانية الجديدة نسبيًا، وذلك بسبب عجز أصحاب الطلبات القديمة عن الاستفادة من باقات وتسهيلات وزارة الإسكان، علمًا أن طول فترة الانتظار التي تجاوزت 15 و20 سنة وأكثر، قد ترتبت عليها الكثير من الظروف التي راكمت عليهم الالتزامات المالية والقروض بفعل المتطلبات المعيشية للأبناء والتعليم الجامعي وغيرها، إضافة إلى تقاعد كثير منهم، ما ترتب عليه فقدان جزء كبير من رواتبهم، بالكاد يكفي بعض احتياجاتهم، فلا يمكنهم مع ذلك تسديد قروض مرتفعة يتطلبها الانضمام إلى برامج التمويل العقاري الجديدة والاستفادة منها.
لقد حققت وزارة الإسكان في الفترة الأخيرة وفي وقت قصير إنجازات كبيرة في مجال تسريع الطلبات الإسكانية عبر مختلف برامجها، وعبر الشراكة مع القطاع الخاص والمطورين، لذا فالحاجة ماسة اليوم لتخصيص حصة ثابتة (كوته) من هذه المشاريع وبيوت المطورين الجاهزة مدعومة لأصحاب طلبات الإسكان القديمة، تكون بشروط ميسرة بما يراعي ظروف هذه الشريحة، بشكل يتوافق مع احتياجات المواطنين وإمكاناتهم المحدودة، كونهم ينتظرون عقدين من الزمان، وتكون الاستفادة من هذه الحصة (الكوته) مقصورة عليهم، عن طريق احتساب الأقدمية فقط.
إن معاناة أصحاب الطلبات الإسكانية القديمة كبيرة، فأبناؤهم اليوم يشاهدون من حولهم وقد حصلوا على بيوت وغرف خاصة، وهم مازالوا متكدسين في شقق أو غرف في بيوت أهاليهم ينتظرون الفرج، فكلنا أمل أن يجد الفرح طريقا إلى قلوبهم فتنتهي تلك المعاناة أسوة ببقية المستفيدين.
* كاتب بحريني