العدد 5361
الإثنين 19 يونيو 2023
banner
على الجميع مشاهدة هذا الفلم
الإثنين 19 يونيو 2023

في الثاني من شهر يونيو الجاري نشر "إيلون ماسك" مالك موقع "تويتر" تغريدة بعنوان "على الأبوين مشاهدة هذا"، وأرفقها بفلم وثائقي قدمه الكاتب والبودكاستر الأميركي الشهير: "مات والش"، مدته ساعة ونصف، وبالفعل شدني الفلم وتابعته كاملا، وقد تابعه حتى اليوم أكثر من (١٨٤) مليون شخص في أسبوعين، والفلم فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة، يكشف ما وصل إليه الغرب من انحطاط ليس له قاع، وامتهان لإنسانية البشر، وسيطرة اليسار بفرض سياسات الاعتراف بالشذوذ ونشره قسرا، وإجبار الأبوين على عمليات التحول الجنسية للأطفال، وتهربهم من بديهيات ومسلمات عرفها البشر منذ بدء الخليقة من أبينا آدم وأمنا حواء، بل إن واقعهم الشاذ اليوم رفضه حتى أفراد قبيلة "الماساي" الأفريقية البدائية، وسخروا بأسئلتهم الفطرية الموضوعية من ادعاءات المتحولين جنسيا ومن يدعمونهم في إطار التعريفات الجندرية، وما يقوم به الغرب من تلاعب برفضه تقسيم البشر إلى ذكر وأنثى، وإدخال أجناس جديدة بشكل مختل، بل إن الأطباء والمختصين التابعين لليسار المسيطر في الغرب تبين من خلال هذا الفلم الوثائقي كيف كانوا يتهربون من الحقائق العلمية البديهية بغرض فرض أجندتهم المشؤومة، وحتى سؤال بسيط من مثل "ما هي المرأة؟" -وهو عنوان هذا الفلم الوثائقي - يتهربون من الإجابة عليه، وذلك لدعم خزعبلات المتحولين ومن يدعمهم، كما بين الفلم حجم الأضرار التي وقعت على الكثيرين جراء ذلك، فعلى سبيل المثال: اللاعبات من فئة الإناث اضطررن اليوم للتنافس مع الرجال المدعين بأنهم إناث، ما يجعلهن يخسرن أمامهم في كل مرة بسبب التفاوت الطبيعي والتفوق الجسماني للذكور، وأيضا فقد باتت الأنثى فاقدة خصوصيتها، حين يستخدم الذكور دورات المياه الخاصة بالإناث بدعوى تحولهم، بالرغم من بقائهم رجالا بكامل ما تحمله الكلمة من معنى.
الأجندة التي ترعاها الحكومات الغربية والمشرعون عندهم يكشفها الفلم بشكلٍ واضح، لذلك فإننا نحتاج ترسانة من التشريعات والقوانين والأنظمة واللوائح الخاصة في بلادنا التي تستقي ذلك من الإرث الديني الأصيل، وأهمية تحصين الأطفال في مختلف مراحل التعليم، خصوصًا أن اليسار يستهدف هذه الفئة تحديدا أكثر من غيرهم ببث هذه الآيديولوجيات المسمومة، وإذا كنا نحرص أعظم الحرص على تطعيم الأطفال بلقاحات ضد الأمراض المختلفة، فإن تطعيمهم ضد مثل هذه الأفكار المنحرفة أعظم وأهم، خصوصا في هذه المرحلة، وعلى كلٍّ منا دور، فالبيت والمدرسة والإعلام والخطباء في المساجد، واجب عليهم أن يكونوا مستعدين لصد هذه النوايا الشريرة.

كاتب بحريني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية