العدد 5354
الإثنين 12 يونيو 2023
banner
وأنت... متى تبدأ؟
الإثنين 12 يونيو 2023

ما إن تبدأ مجرد التفكير في إنتاج شيء ما تحبه، فإنك ستجد المخاوف تحاصرك، فمثلا إذا رغبت في إنتاج ونشر مقاطع فيديو في مجال ترى أنك شغوف به، ستجد مجموعة من الأفكار والمخاوف تهاجمك: نظرة الناس، وتقييمهم لعملك، وأن الآلاف من الخبراء سبقوك ونشروا ما يكفي في المجال نفسه، وأن هذا الإنتاج الذي ستقدمه سيكون شيئا محرجا “ويفشل”.. إلى آخر ذلك من المخاوف والأوهام المثبطة، وهذا ما سيمنعك من إنتاج أي شيء، والتوقف عن التفكير في الأمر برمته، أو ربما يؤخرك لسنوات طويلة، وأما في الواقع فإن الناس منشغلون عنك، وغير آبهين لإنتاجك، ومن سيهتم إما شخص يعنيه ذلك المجال، أو شخص حاقد يترقب زلاتك، لكن الأهم في الحقيقة أنك ستجد في تجربة إنتاج ما تحب تواصلك مع نفسك، ثم مع أشخاص يشتركون معك في نفس مجال اهتمامك، ومن شأن هذا مع الوقت أن يوسع شغفك، ويثري تجربتك، وقد تصل للعمل في المجال الذي تحب، وقد تبدع فيه، وتنشر أفكارك، ما قد يفتح لنفسك مجالا واسعا في سياق التجارة والاستثمار، أو لربما لقيت حب حياتك، فتتزوج من يشاركك اهتماماتك.
وفي الكثير من الأدبيات الغربية ما أسلفته، مما يدعو للبدء بالإنتاج بأقصى سرعة، وأن ما لا تستخدمه سرعان ما تفقده، فابدأ بما تهتم به وما تحبه، مهما كان في اعتقادك أنه أمر غير مهم ولن يهتم به الكثير من الناس، وبنظرة منك إلى مواقع التواصل، ستجد فيها الكثير من الحسابات التي يوثق أصحابها شغفهم بعمل ما، كالبرمجة، والكتابة، والمونتاج، والطبخ، والتغذية، والتمارين الرياضية، والاستشفاء العضلي، والعلاج الطبيعي، والآلاف من الاهتمامات المتنوعة، حتى أنك تجد من أعد صفحة لتوثيق شغفه بإطعام الغزلان التي تزور بيته كل يوم، ولديه ملايين المشاهدات، وصار كثير من الناس يرسلون إليه الأموال لإطعام هذه الغزلان، لما يجدونه من راحة في نفوسهم أثناء متابعة هذه الهواية، وقد تهافتت عليه الإعلانات، فأصبحت الهواية مصدر دخل له. فمتى ستطلق شغفك؟ إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ فإن فساد الرأي أن تترددا.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية