العدد 5347
الإثنين 05 يونيو 2023
banner
حتى نعيش عاما خاليا من حوادث الغرق
الإثنين 05 يونيو 2023

مع نهاية العام الدراسي ودخول الإجازة الصيفية يكثر ارتياد برك السباحة، سواء الخاصة أو العامة، ومثلها كذلك المرافق التي في الفنادق والمنتجعات، وشهدنا خلال المواسم الماضية العديد من حوادث الغرق المؤلمة، والتي كان غالب ضحاياها من الأطفال، ومن هنا؛ لسنا بحاجة لانتظار وفاة طفل أو أكثر ليصبح الموضوع في واجهة الإعلام من جديد، لذا فالواجب المبادرة برصد جميع الحالات السابقة، وحصر الأسباب التي تسببت فيها، والاطلاع على تجارب الدول الأخرى الناجحة في مجال الأمن والسلامة لمرتادي برك السباحة والاستفادة منها، والعمل على إنتاج مواد تثقيفية لنشر الوعي الكافي للمجتمع عموما، والأسرة خصوصا، فوعي الأسرة مهم جدًا، فمن الأخطاء الفادحة في هذا السياق ترك الطفل أو الغفلة عنه حتى في حال وجود المنقذ، ففي إحدى السنوات الماضية تم حبس منقذ آسيوي يعمل في أحد الفنادق، جراء إهماله مراقبة بركة السباحة، ما أدى إلى غرق ووفاة طفل خليجي يبلغ من العمر أربع سنوات، حيث ظنت أسرة الطفل أن وجود المنقذ كاف في الحفاظ على سلامة ابنهم، لكنهم فقدوه للأبد جراء ذلك.
اليوم ونحن نعيش مرحلة الانتشار السريع لمختلف أنواع الرسائل الإعلامية والآراء في مواقع التواصل الاجتماعي، لابد أن يستغل ذلك في تذكير الناس بخطورة الموقف، ونحن في بداية موسم برك السباحة وارتياد الشواطئ، فقد تتسبب أدنى غفلة أو إهمال في فقدان أرواح بريئة لأطفال في مقتبل أعمارهم كما في السنوات الماضية، فلنعمل جميعًا على حفظ الأرواح ونتأكد من اتخاذ كافة إجراءات السلامة، من لبسهم سترة النجاة ومتابعتهم مدة بقائهم في الماء، حتى نحفظ أرواحهم، فهم لا يدركون خطورة الماء.
جهود مباركة بذلتها مؤسسات المجتمع المدني لتعزيز السلامة في هذا السياق، ومن هنا يجب مضاعفة الجهود من الجميع، خصوصا أصحاب مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، وذلك لأجل الوصول لكل شرائح المجتمع، وللتأكد من أن جهود نشر الوعي تؤتي ثمارها وتحقق على أرض الواقع بأوسع نطاق ممكن، على أمل أن نعيش عاما خاليا من حوادث الغرق المؤلمة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية