أصيب الكثير من أهالي مدينة عيسى القديمة بخيبة أمل بعد أن كشفت وزارة الأشغال عن مخطط التقاطع الجديد شمال مدينتهم؛ حيث إنه خلا من أي اعتبار لسلاسة دخول وخروج أهالي مدينة عيسى، فهو نسخة من التقاطع الكائن قرب بوابة مدينة عيسى، والذي جعل أهالي المنطقة أسفل قائمة الأولوية في المرور، والذي تسبب في انزعاج أهالي المنطقة بشكل كبير، بفعل حاجة مستخدمي التقاطع إلى الوقوف عند العديد من الإشارات الضوئية على نحو متكرر عند الدخول والخروج من المنطقة، ما يمثل - دون مبالغة - عذابا يوميا طيلة العام.
وللتاريخ، فلنتذكر معًا قبل سنوات حين قامت وزارة الأشغال بوضع إشارات مرورية في منطقة دوار الساعة بالرفاع، وكانت الصدمة للجميع أن الزحام المروري سجل أرقاما قياسية، وخنق كامل المناطق المحيطة، ما جعل وزارة الأشغال تلغي هذه الإشارات وتزيلها في نهاية الأمر، ما أعاد الانسيابية نسبيا، فلا يختلف اثنان في أن الإشارات الضوئية حلّ غير فعال في القضاء على الازدحامات المرورية، علاوة على تسببها في المزيد من التلوث بانبعاثات الكربون جراء الوقوف المتكرر الذي تتسبب به في طبيعة عملها، ولحاجة السيارات إلى تسارع المحرك عند كل انطلاقة بعد الوقوف عند الضوء الأحمر، ومن شأن ذلك أن يزيد استهلاك الوقود، فتزداد خسائر مستخدمي الطريق، ويزداد إهدار الدعم الحكومي السخي لأسعار المحروقات.
يبدو أن الوزارة لم تكلف نفسها عناء البحث عن أي شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي، أو الابتكار، أو التطوير، إنما قامت بما يشبه عملية نسخ ولصق المخطط الهندسي السابق غير الموفق، مجرد “كوبي بيست”، فلم يسهموا سوى في رفع ضغط الأهالي بعد انتظار عشرات السنوات.
نحتاج إلى وقفة شجاعة مسؤولة، فنحن أمام مشروع سيبقى عشرات السنين، كل ما نرجوه أن يقوم المسؤول عن هذا المشروع بزيارة تقاطع بوابة مدينة عيسى، وبأدنى نظرة منه سيدرك حجم المأساة الإنسانية التي يعانيها أهل مدينة عيسى عند الدخول أو الخروج، وحينها – قطعا - سيعيد التفكير في وضعهم قبل إقرار تنفيذ مأساة جديدة في مشروع التقاطع الشمالي الجديد في مدينة عيسى.
* كاتب بحريني