مازالت تلك الحادثة الأليمة تعود لذاكرتي كل مرة عند دخول فصل الصيف، وكيف تحول ذلك العرس البهيج من مناسبة فرح وسرور إلى مأساة فُجع بها المجتمع البحريني حينها، تسممٌ جماعيٌّ نتجت عنه حالة وفاة ودخول الكثير من المدعوين المستشفى لتلقي العلاج العاجل؛ كل ذلك وقع بسبب تناول طعام حُفظ في مكان حار لمدة طويلة كانت كافية بتفشي عدوى بكتيريا “السالمونيلا”.

مع دخول كل صيف تزداد فرص التسمم بفعل فساد الأغذية؛ فالحرارة المرتفعة، والرطوبة العالية، بيئة مثالية لتشكُّل ونمو البكتيريا والعفن والفطريات التي تساهم في حدوث هذه الحالات، وبصراحة؛ لقد كنت واحدا من كثيرين لا يملكون الوعي الكافي في هذا الجانب، إلى أن درَستُ مقررا اختياريا في جامعة البحرين يتناول تفاصيل ذلك، لذا أرى الحاجة ماسة لنشر الوعي بأسباب فساد الأغذية للمواطنين والعمالة الوافدة على حدٍ سواء، وتذكر عزيزي أن كثيرا من العمالة الوافدة العاملة في مجال إنتاج الأغذية ونقلها وتوزيعها، هي من بلدان متواضعة في جوانب صحة وسلامة الطعام، فهل تعلم - وأنت تقرأ هذه الكلمات - أن هناك مئات السيارات من نوع “الميني باص” تجول في شوارعنا، تحمل أطنان الأغذية في درجات الحرارة العالية، ما يحولها لبيئة تولد كثيرا من المشاكل الصحية، فالأغذية ربما تفسد أو تتسمم بفعل تحول تركيبتها الفيزيائية جراء ذلك، فتصبح بيئة لتكاثر البكتيريا والعفن والفطريات، بل إن بعض سيارات المخابز المرخصة تنقل سندويتشات البيض والدجاج بالمايونيز وغيرها بهذه الطريقة، والكثير من البرادات تبيع منتجات نقلت بهذه الوسيلة غير السليمة، أضف إلى ذلك أن الكثير من المنتجات قد يكون سبق تخزينها في مواقع غير مهيئة، لكن؛ كأن الجميع يقول بلسان حاله: أنا لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم.

ويتمنى أن تسير الأمور بالبركة، وأقل ما يجب أن ينتبه له المستهلك عند شراء منتجات غذائية من محلات من هذا النوع: فحصُ أي منتج غذائي، والتأكد من عدم تغيُّر خواصّه من ناحية اللون والطعم والرائحة، وعدم تغير قوامه، خصوصا عند تقديمه للأطفال، كونهم لا يملكون حاسة التمييز بالقدر الكافي.

كاتب بحريني