العدد 5369
الثلاثاء 27 يونيو 2023
banner
إلى اللقاء أيتها المعاهد التعليمية الحجرية!
الثلاثاء 27 يونيو 2023

 الذكاء الاصطناعي، هذا المصطلح وهو على شفاه الجميع، أليس كذلك؟ في كل مجال، من الرعاية الصحية إلى المالية كالـ Fintech، يا لها من ضجة لهذا الذكاء الاصطناعي! لكن هناك مجال واحد، مجال سيتغير إلى الأبد، التعليم.
 تخيّل هذا، معلم متاح على مدار الساعة، مصمم خصيصًا لكل طالب وفقًا لأسلوب تعلمه ووتيرته، هذه هي قوة الذكاء الاصطناعي في التعليم، وهذا ما نسميه الخصخصة Personalization. لنفهم قيمة هذه الفكرة، فكر وتذكر النظام التعليمي التقليدي أيها القارئ الكريم. إنه نموذج واحد يناسب الجميع، أليس كذلك؟ يقدم المعلم درسًا لفصل مليء بالطلاب، ولكن كل طالب يقوم بامتصاص المادة “العلمية” بوتيرة مختلفة، بعض الطلاب يفهمون بسرعة خارقة، بينما قد يكافح البعض الآخر للنجاح. ولكن مع الذكاء الاصطناعي، سيمكننا سد هذه الفجوة إلى الأبد. فسنستطيع أن ننشئ تجربة تعليمية فردية حقيقية لكل متعلم، والتي يمكن أن تعدل نفسها بوساطة “تعلم الآلة” بناءً على تقدم المتعلم وأدائه بشكل ديناميكي.
 ولكن هذا يعني أيضًا إمكانية موت المؤسسات التعليمية التقليدية إلى الأبد، فستحتاج هذه المعاهد “الحجرية” إلى أن ترفع من مستواها إذا أرادت البقاء في السباق، سباق الذكاء ونشأة الفكر. الذكاء الاصطناعي ليس بتهديد بل فرصة لتعزيز ما يقدمون (إذا لم يكن لعبادة المال) وجعل التعليم دستورًا بشريًّا، وأليس هذا هو الهدف الأسمى للتعليم؟ أم أنها تجارة فقط؟.
 لكن هل سيتم استغلال هذه الفرصة، أم أنهم سيتركونها تنزلق إلى الوادي المظلم والسحيق. أحلى ما في الذكاء الاصطناعي هو توفره اليوم كالطاقة، فباستخدامه سيكون الازدهار حلًّا متوفرًا لنا كبشرية، وعند عدم استخدامه، ستتذكر الأجيال القادمة “تخلفًا” من نوع آخر. السؤال الحقيقي هو: “هل تتعلم لكي تكون تروسًا في ماكينة؟ أم تتعلم لتفكر وتستقل بعقلك؟”، صدقني عندما أقول لك بأن القرار ليس بيدك في كثير من الأحيان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية