هل سبق لك أن حاولت تجميع أثاث IKEA بدون قراءة التعليمات؟ إنها كارثة بمعنى الكلمة (من تجربة شخصية)، هذا ما نخاطر به مع الذكاء الاصطناعي، إذا لم يفهم صناع القرار والمنظمون كل تفاصيله، قبل أن يبدأوا في كتابة القوانين وتشريعها، الوضع مقارب لتجربة الإنترنت أول مرة، تخيل لو قمنا كبشرية بمنعه كليا بدون فهمه؟ ربما لا زلنا اليوم عالقين في التواصل بواسطة الطيور.

من المهم أن يصبح صناع القرار لدينا بارعين في “لغة الذكاء الاصطناعي” أو على الأقل العمل مع خبراء حقيقيين بدون أجندات، حيث إن الذكاء الاصطناعي يعيش تجربة سابقة مرت بها سلاسل الكتل Blockchain والـ Web 3.0، حيث إن التكنولوجيا رائعة، و قد توفر لنا وسائل جديدة للتعامل، ولكن المجتمع عموما قد لا يفهم ما توفره تلك التقنيات؛ بسبب الجانب الإعلامي الذي هو نتاج “خربطة” من يسمون أنفسهم بالـ”خبراء”، تلك المجموعة التي همها الشاغل انتظار آخر أخبار الـ Reels في منصة الانستقرام؛ لكي يسوقوا أنفسهم كخبراء، كم هم كثيرون من كانوا خبراء Blockchain ومن ثمة خبراء Web 3.0 و Metaverse في غضون ثلاثة أشهر فقط!. أما الآن فهم خبراء ذكاء اصطناعي بعد استخدامهم لـChatGPT ليومين، هل الخبرة هي تقليعة موسمية؟!

ناهيك عن التوجه للمؤسسات التعليمية (و خصوصا الربحية) ، فهل الدكتوراه في الـ Ethereum و الـ Dogecoin والميتافرس هي أفضل ما تقوم به تلك المؤسسات حقا؟ لقد وصلنا إلى الدرك الأسفل في العملية العلمية التعليمية بسبب الربحية، يا للهول!

بدون هذه الطلاقة الحقيقية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، قد نخاطر بفقدان الكثير - مثل محاولة لعب لعبة فيديو بدون معرفة أدوات التحكم، فالضغط على الأزرار بلا هدف أملا في حدوث معجزة هو نكتة، الذكاء الاصطناعي هو أكثر من مجرد بند على جدول أعمال اجتماع تشريعي، إنه قوة هائلة قد تهز عالمنا، نأمل أن يكون ذلك للأفضل بالتأكيد، لنشرع بحكمة.

- الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي