المدير الخبرة! ذلك الصنف الحصري! يمشي في أروقة المكتب، ربطة عنقه تتطاير في النسيم الصناعي، ابتسامة ذات ثقة بالنفس مثبتة على وجهه، ولم لا؟ فالأمور التقنية ليست بصعبة له، حيث إن قراءة مقال أو اثنين على منصة الـLinked In قادرة على المستحيل، فالآن فهو من حقه أن يقول: “هذه الوظيفة البرمجية لا تحتاج إلى أسبوع، إنما تكفي ساعتان”، أهلا بالمدير “العريف” والذي يعرف أسرار الكون.
في عالم التكنولوجيا، عادة ما يكون من الجيد امتلاك بعض المعرفة التقنية قبل اتخاذ قرارات كبيرة، أليس كذلك؟ لكن “العريف” يضحك في وجه هذه الأفكار “القديمة”، لماذا تتعب في التعلم عندما يمكنك الاعتماد على حدسك الخرافي، تلك الحاسة العنكبوتية، دائمًا جاهزة لتوجيه التقنيين الفقراء إلى الدرب الحق؟ على الرغم من التلميحات، لكن الحقيقة أنهم يقولون في الداخل: “قرار في قمة الخطأ!” أو “توقف عن محاولة وضع خوادم على القمر - إنها فكرة سيئة!” ولكن مثل الطفل الذي تم إخباره بعدم لمس الموقد الساخن، لا يستطيع مقاومة الإغراء خصوصا أن خبر “لقد انتهينا!” له دفعة “دوبامينية” ليس لها بمنافس.
في كل مرة، ينظر إلى قادته التقنيين بابتسامة ويتجاهل نصائحهم، بدلاً من ذلك، يصر على أفكاره البرية (مع فكرة أني أدرى بسياسات ليس لكم علم بها!)، ويغوص رأسه أولاً في بحر من الكوارث التقنية المحتملة، خصوصا عندما يكون ثمن تلك الدفعة “الدوبامينية” سعرا غالي الثمين بتصليح أنظمة مهزوزة لأسابيع، كم أنت كبير أيها “العريف”.
شاهد الدراما وأمسك بالفشار، هل سيتمكن “العريف” الجريء من تحقيق معجزة وإثبات خطأ الجميع؟ أم إن أخطاءه التقنية ستصبح أسطورة في المكتب، تنتقل بين الأجيال من خلال الدردشة في الكافتيريا؟ مهما يكون، سيكون الأمر رحلة مثيرة للجميع. لذا، دعونا نصفق لـ “العريف” أينما كنت، في كل مؤسسة، و لنعش السينما مباشرة معك من قلب الحدث!