العدد 5357
الخميس 15 يونيو 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
حوارات مع الصديق (5)... وقاحة “مثلية” لا مثيل لها!
الخميس 15 يونيو 2023

قال الصديق: يشهد العالم هذه الأيام هجمة “مثلية” غير مسبوقة، من حيث الانتشار والدعاية والعلنية والإصرار على اختراق السياج القيمي والديني وحتى القانوني، فكيف تفسر هذه الهجمة غير المسبوقة؟ قلت: اللافت حقيقة في هذه الظاهرة هو الخروج بها من الهامشية التي عاشت قرونا في ظلها إلى العلنية، بل والانتقال بها إلى دائرة الحقوق والحريات وخلط الأوراق في سياق السعي إلى الانتشار عالميا وفرضها على الناس فرضا بجعلها أحد حقوق الإنسان بعد أن كان العالم ينظر إليها باعتبارها شذوذا أو انحرافا أو مرضا في أفضل الأحوال.
قال الصديق: لقد تسامحت العديد من المجتمعات الغربية مع هذه الظاهرة وسمحت لها بالخروج من ظلام الخجل إلى نور العلنية. قلت: أن تكون مثليا بينك وبين نفسك وجماعتك فهذا شأنك. ولكن أن تكون كذلك فإنك في منطقة الشذوذ، وليست في منطقة الحقوق والحريات. شذوذ عن الطبيعة الإنسانية السّوية، بالمعنى العضوي وبالمعنى النفسي، أو ضحية لخلل جيني أو هرموني. وتحتاج إلى علاج وليس إلى مسيرات وأعلام ملونة. وقد يكون المرض محل تعاطف إنساني، تخصص له الموارد لعلاجه لمحاصرته كوباء يوشك أن يقضي على المجتمعات. وباء أخطر من الفيروسات المعلومة إلى حد الآن. أما أن تدعو إلى تنظيم المسيرات في مجتمعاتنا واعتبار المثلية فخرا وحقًّا، فتلك وقاحة ما بعدها وقاحة.
أن تنظم “مسيرات” في العديد من البلدان الغربية احتفاء بالمثلية، وتشرّع القوانين لتحصينها وتكريسها، فذلك شأنها وشأن شعوبها، لكن أن يتحول هذا التوجه ليكون جزءا من قيم التربية وعنوانا للحقوق والحريات في مجتمعاتنا، وأن يجري العمل على تزييف وعي شبابنا، بتقديم هذا الشذوذ على أنه حق يدعو للدفاع عنه والفخر به، والعمل على مأسسته، وتتبارى المؤسسات الصديقة للمثلية بالمشاركة في المسيرات ورعايتها فتلك مصيبة، وأية مصيبة، يجب أن تقلقنا.
قال الصديق: إن النظر إلى المثلية على أنها “مرض” سيساعد على معالجتها بالعلم والتربية ويحد من خطرها على مستقبل الإنسانية، وضرورة أخذ الأمر مأخذ الجد.
*كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .