العدد 5354
الإثنين 12 يونيو 2023
banner
استغلال المنابر الدينية في التحريض والخروج عن القانون
الإثنين 12 يونيو 2023

أكثر الحروب الدينية في العالم، ومن ضمنها الاضطرابات المذهبية، انطلقت من المنابر التي يفترض أن تكون قاعدة للمحبة والتسامح ونبذ الفرقة والنصيحة وتعزيز الوحدة الوطنية والمجتمعية، خصوصا أن للمنبر الديني تأثيرا كبيرا على الناس، لاسيما الشباب الذي يتحمس بشكل أعمى لكل خطاب سواء كان معتدلا أو متشددا، وعلى رجال الدين القيام بدورهم في الوعظ والإرشاد وحمل رسالة الإسلام ومنهجه القائم على الوسطية، وإبعاد دور العبادة عن كل المظاهر التي تمس قدسيتها سواء بالقول أو الفعل.
استغلال المنابر الدينية في التحريض والخروج عن القانون، وتهديد السلم الأهلي، ظاهرة نشأت في مرحلة تاريخية معينة ثم تطورت وتشعبت وتجذرت، حتى بتنا نراها في كل مجتمع، لكننا في مملكة البحرين وبفضل الوعي وترابط المجتمع ووحدته والتمسك بالقيم الإسلامية والتلاحم والتآخي عبر السنين، أصبحنا نموذجا وشعبا ملهما في الوئام والثوابت الوطنية ووحدة الصف وتحمل المسؤولية، كما أن المساجد ودور العبادة دوما مشمولة بالرعاية السامية لسيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والحكومة الموقرة برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
إن دين الإسلام لا يقر أبدا مثل هذه الأعمال واستغلال دور العبادة في العنف والتحريض والكراهية بكل مضامينها، لأنها ستقود المجتمع في النهاية إلى دروب التعثر والانتكاس، وستخلق حالة من التمزق، لهذا كان لرجال الدين موقع طليعي ومكانة متميزة في كل المجتمعات وذلك لمساهمتهم الفعالة والجادة في نشر الفضيلة ومكارم الأخلاق والقيم العالية ورسالة الإسلام القائمة على الوسطية والاعتدال ورفع مستوى وعي المجتمع، وبيان مقاصد ديننا الإسلامي العظيم والتقاليد الراسخة، ولعل الأمة العربية لا تحتاج إلى شيء خلال هذه الفترة مثلما تحتاج إلى رجال الدين والخطباء الذين يقومون بدورهم الحقيقي على الوجه الأكمل.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية