كما يقول المثل، "الشباب هو المستقبل". وهذا صحيح - يعتمد نجاح أي مجتمع على صحة ورفاهية وإمكانات شبابه. من هنا تأتي أهمية الاستثمار في تنمية الشباب، من خلال دعمهم وتمكينهم. ووفقًا لهيئة المعلومات، أن نصف سكان مملكة البحرين هم من الشباب، حيث يشكّلون ما نسبته 31 % في إحصائية 2021.

في هذا السياق، أصبح الاستثمار في شبابنا مهمًّا لتعزيز رفاهية شبابنا. وإن توفير مكان للشباب لممارسة الرياضة، جنبًا إلى جنب مع تقديم خدمات وبرامج مستدامة موجهة للشباب بما في ذلك الدعم الاجتماعي والمهني والنفسي سيمكنهم من التطور والتعلُم وتعزيز رفاهيتهم.

إن الاستثمار في تقديم الخدمات الشبابية يسهم في الحد من الفقر والحصول على التعليم وفرص العمل والتمييز خصوصًا لدى الشباب من الأسر ذوي الدخل المحدود. علاوة على ذلك، إكسابهم المهارات الشخصية الضرورية للنجاح في وظائفهم المستقبلية.

لكن يبقى السؤال، هل تقوم المراكز الشبابية بما يكفي لدعم وتنمية شبابنا؟ هل نوفّر لهم الموارد والفرص والدعم اللازمين لمساعدتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها؟ حان الوقت لتطوير آلية عمل المراكز الشبابية.

لن يتحقق هذا إلا من خلال الارتقاء بأهداف المراكز الشبابية ووضع برامج ومبادرات نوعية تدعم المشاريع الشبابية الناشئة، من خلال توفير فرص العمل لهم بالتعاون مع القطاع الخاص، وتزويد الشباب بالبرامج المهنية والدورات الحرفية بالتعاون مع المؤسسات التدريبية الأهلية والخاصة بالتعاون مع مؤسسة تمكين. وإصدار التشريعات التي تشجّع المراكز الشبابية على التحول لحاضنات لأعمال ومشاريع الشباب الناشئة.

كما يمكن للمراكز الشبابية أن تكون مؤسسات تسويقية، من خلال تنظيم المعارض التسويقية، وتسويق منتوجات ومشاريع الشباب محليًّا ودوليًّا.

والعمل على اكتشاف المواهب الشبابية ومساعدتها على تحويل أفكارها المبتكرة لمشاريع قابلة للتطبيق على أرض الواقع، مما سينعكس على تحفيز شبابنا ليصبحوا أعضاء مستقلين ونشطين في مجتمعهم.

باحث في الإدارة الرياضية