عقول البشر ثلاثة:
عقول عظيمة تتكلم عن الأفكار وعقول متوسطة تتكلم عن الأحداث وعقول صغيرة تتكلم عن الناس. مقولة جميلة للفيلسوف أرسطو. قد نتفق سيدي القارئ مع تصنيف أرسطو للعقول وقد نختلف.

ولكن دعني أنقلك معي إلى الموقف التالي والذي قد يعرض أمامك ما ورد في التصنيف الثالث. يقول الراوي وهو مسؤول في إحدى المؤسسات:

- خلال الأيام الأولى من تسلمي مهام منصبي الجديد زارني أحدهم، وأخذ في سرد المعلومات التالية قائلاً: هناك أربع فئات من العاملين في هذه المؤسسة أتمنى أن تحسن التعامل معها. تابع محدثي: الفئة الأولى كثيرة التذمر قليلة الإنتاجية. الفئة الثانية كثيرة التحدث عن الإنجاز والإنجاز لديها هو المشكلة. الفئة الثالثة كثيرة التحدث عن ضرورة تقبل الرأي والرأي الآخر ولكن تتغير ملامحهم عند التنفيذ. أما الفئة الرابعة فهي تلك التي تعمل بصمت وتنجز كثيراً ولكنها خارج دائرة التقدير من قبل بعض المسؤولين. وتابع الراوي:

- كنت أستمع إلى مُحدّثي دون مقاطعته، في الحقيقة هو لم يأتِ بجديد فمثل هذه الفئات موجودة في بعض المؤسسات ولكني تركت له المجال بغية التعرف على هدفه الحقيقي من وراء هذه المقدمة. وقد كان لي ما ابتغيته. فبعد انتهائه من تلك المقدمة أخذ في سرد أسماء بعض العاملين وإدخالها ضمن الفئات التي ذكرها آنفاً إضافة إلى (تحذيري) من التعامل مع بعض العاملين. هنا تدخلت. وتابع الراوي:

- طلبت من مدير مكتبي الاتصال بالأشخاص الذين ذكرهم وإبلاغهم برغبتي في الاجتماع معهم كما طلبت من محدثي البقاء والمواجهة. سيدي القارئ، قد نتفق مع أسلوب هذا المسؤول في معالجة هذا الموقف وقد نختلف معه ولكن كيف سيكون أسلوبك أنت في التعامل مع مثل هذه المواقف؟