يطلق على دبي “دار الحي” لأنها مدينة نابضة بالحياة منذ القدم من خلال التجارة والأسفار، حتى أنهم قديمًا كانوا يقولون “دبي دار الحي من راح شيبة رد صبي”، فقد أبهرتنا بسياستها واعتمادها على زيادة دخلها غير النفطي، بل وتركيزها على السياحة من خلال الاستثمار العقاري والسياحي وتطوير البنى التحتية والخدمات من فنادق ومنتجعات ومجمعات تجارية ومراكز ترفيه وغيرها.
جريدة البيان الإماراتية ومن خلال موقعها في الإنستغرام نقلت خبرًا جديرًا بالاهتمام والإعجاب، حيث ذكرت أن دبي افتتحت 45 فندقًا جديدًا خلال العام الماضي! ولاشك أن هذا العدد المهول من الفنادق يؤكد من الناحية الاقتصادية حجم الطلب لاستيعاب السياح، ما يثبت نجاح سياستها في استقطاب السياح من جميع دول العالم، مع الحفاظ على هويتها الوطنية وأمنها واستقرارها، كما أنه يؤكد التسهيلات التي تقدمها الدولة للمستثمرين، وبحسب التقارير الرسمية يبلغ عدد فنادق دبي 814، ما يجسد متانة وقوة هذا القطاع، وفي المقابل ذكرت الجريدة نفسها أن مطار دبي الدولي استقبل أكثر من 21.2 مليون مسافر خلال الربع الأول من هذا العام، بزيادة قدرها 55.8 % من الفترة نفسها في العام 2022، والله كفو. 
وتوقعت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي أن ترتفع الطاقة الاستيعابية لفنادق دبي لما يعادل 8.5 آلاف غرفة فندقية جديدة خلال العامين 2022 و2023، وأثناء كتابتي هذا المقال، قرأت خبرًا نشر في جريدة الجريدة الكويتية أن مجموعة طيران الإمارات منحت موظفيها مكافأة تعادل 6 أشهر بعد تسجيل أرباح قياسية بلغت 10.9 مليارات درهم في العامين 2022 و2023.
وسط كل هذه المؤشرات والأرقام الاقتصادية الإيجابية، أتمنى أن ننسخ التجارب الناجحة في جميع المجالات، ولابد أن ننفتح على دول العالم قاطبة بالاستفادة من خبراتهم وتطبيق ما يمكن تطبيقه إذا كان ملائماً لنا. دعوة صادقة بضرورة العمل على نقل مملكتنا العزيزة إلى العالمية، نعم، نريد أن يعرف العالم عن البحرين مثلما يعرف عن دبي.

* كاتب وإعلامي بحريني