يقول المثل الإنجليزي الشهير “الحياة تبدأ من سن الأربعين”، وأنا مؤمن جدًا بهذا المثل الذي عايشته عندما بلغت الأربعين، لكنني وبعد كل هذه التغييرات التي تحدث لنا في نمط الحياة اليومية وعاداتنا، أصبح البعض يتحفظ على هذا العمر، فمنهم من يقول إن هذا العمر أصبح في زماننا يمثل جيل الشباب وليس كبار السن الذين حملوا معهم هموم وآلام الحياة العملية الصعبة، وقد ارتأيت أن المثل يحتاج إلى تحديث، وأعتقد أنه آن الأوان إلى تمديد العمر إلى الستين، فصاحب الأربعين عامًا هذه الأيام يعتبر شابًا يانعا.
شاءت الصدف أن ألتقي أحد أصدقاء الدراسة الجامعية، وقد ذكر لي أنه يمارس رياضة الجري معه ومع باقي الأصدقاء من جميع الفئات العمرية، في البداية لم أستوعب ذلك، لكنني ومن باب الفضول والاستغراب قصدت السؤال عن صحة هذه المعلومة، لأفاجأ بأن الأخ سامي الشهابي الذي يبلغ من العمر 60 عاماً (أطال الله في عمره)، من أشهر العدائين الذين يمارسون هذه الرياضة بانتظام، وفي الواقع هو يظهر بصورة أفضل من الباقين الذين هم أقل من عمره بسنوات طويلة، والعداء سامي ليس الوحيد في البحرين، إنما أردت أن أقدمه كمثال يحتذى به، خصوصا بعد مشاركته في سباق نصف ماراثون “21 كيلومتر” في مدينة إسطنبول التركية بتاريخ 30 أبريل، ويحق لنا أن نفخر بأنه حقق المركز الأول على الفئات السنية من 60 إلى 64 عاماً، متفوقًا على 179 متسابقًا، كما حقق المركز 146 من بين 5407 متسابقين، وهذا إنجاز لبحريننا الغالية. 
هذه القصص والإنجازات الملهمة يجب أن تبرز وتأخذ حقها إعلاميًا، فوسائل الإعلام المختلفة يجب أن تتسابق في تغطية هذه الأخبار التي تبعث الفخر والاعتزاز. سامي ومعه عدد من العدائين قرروا السفر إلى إسطنبول، وعدد آخر منهم سافروا إلى مدينة هامبورغ الألمانية على حسابهم الخاص، بسبب حبهم هذه الرياضة، ومن وجهة نظري يعتبرون خير سفراء لنا في الخارج، وما تعلمته من تجربة العداء سامي أنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وشخصيًا ألوم نفسي كثيرًا لأنني أهملت ممارسة الرياضة في شبابي، وأنا الآن أدفع الثمن غاليا، وأنصح الشباب بعدم التفريط في هذا الجانب، وأتمنى أن تستغل الجهات المعنية هذه الفرصة لاستضافة هؤلاء الأبطال وتكريمهم ليكونوا مصدر إلهام للشباب. سامي أنت كفو.
* كاتب وإعلامي بحريني