نشرت إحدى الصحف المحلية خبرا جديرًا بالاهتمام والوقوف عنده. يقول الخبر إن عدد سكان جمهورية مصر العربية ارتفع قرابة نصف مليون نسمة في أقل من 4 شهور. ولا شك أن هذه الزيادة في عدد السكان في بلد مثل مصر يعتبر من أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة المصرية، فهذا العدد المهول من المواليد الجدد وخلال 4 شهور فقط سيشكل تحديًا حقيقيًا لمجمل الخدمات المقدمة في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 104.831.286 نسمة.
في المقابل، وفي خبر متصل بنفس الموضوع، أعلنت الأمم المتحدة أن الهند ستتجاوز الصين من حيث عدد السكان في نهاية أبريل، لتغدو الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم بنحو 1,43 مليار نسمة. كما جاء في البيان أن عدد سكان الصين بلغ ذروته عند 1,4286 مليار نسمة في 2022، وبدأ بالتراجع، اذ تشير توقعات إلى ان حجم سكان الصين قد ينخفض إلى أقل من مليار نسمة بحلول نهاية القرن، في حين من المتوقع ان يواصل عدد سكان الهند ارتفاعه على مدى عدة عقود. وقد وجدت من المفارقات في هذا التقرير ان تراجع عدد سكان الصين يأتي بعد تخفيف سياسة تحديد النسل قبل عدة سنوات، اذ قبل عشر سنوات كان يحق للأسرة الصينية إنجاب طفل واحد فقط، وفي عام 2021 بات بإمكانها إنجاب 3 أطفال. وينسب هذا التراجع إلى الارتفاع في كلفة المعيشة وكذلك تكلفة تعليم الطفل، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى التعليم عند المرأة.
أود أن أشارك القراء معلومة قد تكون غائبة عنهم، فأثناء دراستي الجامعية في الهند، ذكر لنا محاضر مادة العلوم السياسية أن أحد الأسباب الرئيسة لفشل رئيسة وزراء الهند انديرا غاندي في الفوز في الانتخابات آنذاك دعوتها الشعب الهندي الى الالتزام بتحديد النسل، كما وأبدت استعدادها لتوفير حبوب منع الحمل بشكل مجاني وذلك للحد من الازدياد المضطرد في عدد السكان الذي يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة للحكومة.
خلاصة القول اننا أمام تحديات كبيرة حول هذا الموضوع، وأصبح التعليم يشكل الحل الأمثل والمحوري لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وإذا أخذنا الصين مثالاً فإننا نلاحظ أنها قامت بجهود استثنائية في تطوير التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والتدريب. ومن منطلق أهمية التعليم في صنع الحضارة وبناء الإنسان لابد أن يحظى قطاع التعليم باهتمام كبير، وأن توضع أسس وخطط انطلاقة للنهضة التعليمية بمعطياتها ونتائجها سواء من حيث النوع أو الكمّ، ولن يتم ذلك إلا من خلال الاستثمار في رأس المال البشري.
كاتب وإعلامي بحريني