العدد 5322
الخميس 11 مايو 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
البحرين ومقومات التعايش مع الاختلاف
الخميس 11 مايو 2023

منذ أن نالت البحرين الاعتراف بذاتيتها كدولة حرة مستقلة ذات سيادة بعد التثبيت القانوني الأممي لعروبتها ضمن المنظومة العربية والدولية، حسمت مصيرها كدولة عربية قلبا وقالبا، وكجزء من العالم المتحضر، متجاوزة جميع المحاولات اليائسة لخلط الأوراق.


البحرين العربية هي دوما في قلب العرب، بوضعها الخاص في واسطة العقد العربي، كما يقول عنها الدكتور محمد جابر الأنصاري، متصلة بالمصير العربي، تاريخا ووجدانا وثقافة ورابطة لغوية واجتماعية، ما ساعدها على تطوير مجتمع حديث ومنفتح وحيوي، متطور وطموح، في دولة مدنية عصرية مستقرة، تزخر بتسامح إنساني فريد وانفتاح فكري واجتماعي وثقافي متقدم، بفضل ما تتمتع به من مقومات حضارية صلبة وراسخة ومن طاقات بشرية متقدمة في وعيها وإبداعها.


وهذا ما سهل بشكل أكيد انطلاق المشروع الإصلاحي التحديثي لجلالة الملك، للتجدد والديمقراطية، ولتحقيق التوازنات والتمسّك بمجتمع متسامح ومنسجم رغم تنوعه، يجد فيه الجميع مكانا، ليصبح مفهوم التوازن السّمة البارزة للمشروع. ومما عزز هذا التوازن ورسخه، أن المجتمع البحريني كان يتصف على الدوام بالانفتاح والتسامح والتَّجدد، ولاعتبارات سكانية وجغرافية وتاريخية وثقافية يمتلك القدرة على استيعاب موجات التطور والقدرة على صنع آليات التعايش مع الاختلاف. فالبحرين بلد منفتح على العالم منذ زمن بعيد، وواحة أمن وسلام، بما يجعل هذا التعايش واقعا ثابتا على صعيد العلاقات والتواصل، وهو تعايش يثري التنوع ويحوله إلى طاقة إيجابية مهما كانت التحديات التي تواجهه في بعض الأحيان.


إن البحرين، وانطلاقا من هذه المقومات الحضارية التي جعلتها في قلب العرب وفي قلب العالم، لا تزال تضرب المثل في التضامن العربي والإنساني، والوقوف مع الأشقاء في السَّراء والضراء، ولم تتوان قط عن الاضطلاع بدورها ومسؤوليتها القومية والإنسانية، مقدمة نموذجا في التضامن والتنمية والانفتاح، كما في الشجاعة والنزاهة السياسية، كما سبق لها أن قدمت أول نموذج خليجي لمرحلة ما بعد النفط، بالتنويع في مصادرها الاقتصادية، وبالإعداد المستمر لعناصرها البشرية الكفوءة، والتعويل على طاقة أبنائها وقدرتهم على المبادرة والإبداع بلا حدود.


* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .