في صباح يوم الأربعاء 3 مايو 2023، قام النظام الإيراني بإعدام ما لا يقل عن 5 سجناء في سجن كوهر دشت، واثنين من المواطنين البلوش (لال محمد شيرزايي براهويي وحسين زارعي) في سجن ميناب، وسجين واحد (حنيف خسروي) في سجن نيشابور، وبذلك، خلال يوم السبت 29 أبريل وخلال 5 أيام، تم إعدام ما لا يقل عن 20 سجينًا، من بينهم 14 من المواطنين البلوش، من قبل النظام الإيراني، ومن الذين تم إعدامهم من النساء البلوشيات، وبهذه الإعدامات الإجرامية تنوي الحكومة الإيرانية، خوفا من الوضع المتفجر للمجتمع، منع انتفاضة الشعب وخلق جو من الرعب.
عند مراجعة أكثر من أربعة عقود من حكم النظام الإيراني، فإن الأوضاع والأمور السلبية تطغى على ماضي النظام، ولا يكاد من يجري عملية المراجعة هذه أن يجد من الأمور والمسائل التي يمكن أن تبعث على الفرح والسعادة والأمل والتفاؤل، بل إنه يجد نفسه أمام ممارسات قمعية وجرائم ومجازر وإعدامات وتظاهرات واعتصامات وإضرابات واعتقالات تعسفية وسجون وتعذيب. الشعب الإيراني الذي كان ينتظر أن يعيش بعد الثورة الإيرانية وإسقاطه نظام الشاه أوضاعا إيجابية ويحظى بحياة حرة كريمة، لم يعلم أنه سيعود إلى الدكتاتورية مجددا لكن تحت غطاء ديني مشبوه، والذي صدم الشعب وجعله يعاني الكثير هو أن هذا النظام فاق سلفه نظام الشاه من حيث ارتكابه الممارسات القمعية والظلم والجور بحقه، لذلك فإنه سرعان ما بدأت المواجهات بين الشعب المطالب بحريته وحقوقه المشروعة وبين هذا النظام الطارئ الذي هو مجرد امتداد ممسوخ للدكتاتورية الملكية.
بقدر ما هناك من ممارسات قمعية ومن اعتقالات تعسفية وعمليات تعذيب وإعدامات ومجازر وجرائم مختلفة ارتكبها هذا النظام بحق الشعب، فإن هناك أيضا عددا كبيرا يقدر بالآلاف، من التحركات والنشاطات الاحتجاجية للشعب إلى جانب أربع انتفاضات شعبية آخرها استمر أربعة أشهر، وهذا يدل على أن هناك ثمة معادلة في الواقع الإيراني منذ تأسيس هذا النظام، وأن كلا من الشعب الإيراني وقواه الوطنية وفي مقدمتها المقاومة الإيرانية من جانب، والنظام من جانب آخر يسعى كل منهما من أجل حسم الأمور والأوضاع لصالحه، والذي يتناول الأوضاع في إيران لابد له من الانتباه جيدا إلى هذه المعادلة.
* كاتب خبير في الشأن الإيراني