بعد مرور 4 أشهر على اندلاعها، فرضت الانتفاضة الشعبية الإيرانية دورها وتأثيرها في الأحداث والتطورات الجارية المتعلقة بإيران من مختلف النواحي، وتمكنت لأول مرة من كسر حالة الجمود والصمت التي سعى النظام الكهنوتي القائم في إيران لإبقائها واستمرارها. هذه الانتفاضة التي حطمت جدار الخوف والرعب بصورة ألقت الخوف والرعب في قلوب النظام.
طرح موضوع التغيير في إيران وجعله محور حديث حساس، لم يعد شأنا متعلقا بالإيرانيين وحدهم ومحصورا داخل دائرة ضيقة، بل إن الانتفاضة بأفكارها ومفاهيمها وقيمها الإنسانية منحت بعدا وعمقا عالميا لموضوع التغيير في إيران، وبهذا الصدد فإن الكتاب الذي قدمت له اللجنة الدولية للبحث عن العدالة (ISJ) خلال مؤتمر صحافي في نادي بروكسل للصحافة یوم أمس بعنوان “الثورة الديمقراطية الإيرانية - سياسة الاتحاد الأوروبي الصحيحة”، وقد ضم هذا الكتاب نخبة من الكتابات السياسية المعمقة بشأن ما يجري في إيران من ثورة ديمقراطية.
هذا الكتاب الذي يشرح الوضع الصعب في إيران شارك في كتابته كل من الدكتور بهروز بويان، أستاذ جامعة طهران باسم مستعار لأسباب أمنية، والسفير كنت بلكول، الكاتب والباحث المعتمد في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي والأستاذ في جامعة ليبرتي بالولايات المتحدة الأميركية، والبروفيسور ايوان ساشا شيهان، من قسم السياسات العامة والدولية في جامعة بالتيمور، وآلخو ويدال كودراس، الرئيس الحالي للجنة الدولية للبحث عن العدالة والنائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي، وستراون ستيفنسن، منسق التغيير في إيران والسناتور روبرت تورسيلي.
الكتاب الذي يبدأ بعبارة “هذا الكتاب مهدى لأفراد جعلوا حياتهم وقفا على مستقبل الحرية والديمقراطية في إيران للشعب الإيراني وبشكل خاص لنساء إيران”، وفي افتتاح المؤتمر الصحافي الخاص بتقديم الكتاب والتحدث عنه وعن الأوضاع في إيران، تحدث السيد باولو كاساكا، عضو سابق في البرلمان الأوروبي عن قسوة النظام وعمليات الإعدام الأخيرة وقال: “هذه الإعدامات صارخة، ولم تكن هناك تجارب مجانية. كان هناك تعذيب وحشي واعترافات قسرية”. وانتقد رد الفعل الضعيف لدول الاتحاد الأوروبي وحكومة الولايات المتحدة.
* كاتب وخبير في الشأن الإيراني