التصريحات المتعاقبة لخامنئي ورئيسي التي تسعى للإيحاء بأن النظام استعاد عافيته وأبعد عن نفسه خطر السقوط والانهيار، وأنه وكتأكيد على ذلك أطلق سراح أعداد كبيرة من المعتقلين بإعلان العفو عنهم، وأنه يستعد لإحداث قفزة في المجال الاقتصادي ويمحو الفقر ولا يسمح بأن ينام أحدهم جوعانا كما كان قد حدث خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للرخاء والضمان الاجتماعي الذي عقد في فبراير الماضي، حيث اعتبرت مناقشة القضاء على الفقر المدقع من الواجبات، وتضمنت تشديدات على أن لا ينام أحد “الليلة وليس ليلة الغد” دون عشاء.. هذه التصريحات وكما نلاحظ اليوم لم تكن سوى مجرد هواء في شبك!
خامنئي من جانبه عندما ركز خلال خطبته سابقا بمناسبة عيد النوروز على الاقتصاد بما يوحي بأن النظام “وليس الشعب” مقبل على عهد جديد سيستعيد خلاله عافيته ويمسك بزمام الأمور من جديد، وأن الأوضاع تبعا لذلك ستتغير وسيطرأ التغيير على الأوضاع المعيشية للشعب الإيراني! هكذا إذا وبعد 44 عامًا من الفقر والحرمان والمعاناة، يطل خامنئي على الشعب بنهاية أكثر من 4 عقود من الجوع، وكأن الشعب كان يعاني من الفقر والجوع من تلقاء نفسه ولم يكن للنظام أي دور في ذلك!
ما يريدە ويسعى إليه خامنئي ورئيسي، هو كمن يريد إيقاف انهيار ثلجي أو الوقوف بوجه عاصفة أو حتى الحيلولة دون شروق الشمس صباحًا، فذلك هو المستحيل بعينه لأن هذا النظام جاء أجله وصار يمتلك كل مقومات الانهيار والتلاشي وهو وباختصار شديد أصبح نظامًا في مهب الريح!.
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني