+A
A-

الوقود الصلب في صواريخ كوريا الشمالية.. أسباب تدفعها لتطوير هذه التقنية

أعلنت كوريا الشمالية، الجمعة، أنها اختبرت صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب في تطور يهدف إلى "التعزيز الجذري" لقواتها، وهو ما قال خبراء إنه سيسهل إطلاق الصواريخ من دون سابق إنذار.

وأفادت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية بأن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون قاد الاختبار الخميس، وحذر من أن التجربة ستجعل الأعداء "يمرون بأزمة أمنية أوضح، وستواصل بث عدم الارتياح والرعب فيهم من خلال اتخاذ إجراءات مضادة فتاكة وهجومية حتى يتخلوا عن تفكيرهم الأعمى وأفعالهم المتهورة".

لذلك أوردت رويترز بعض خصائص تقنية الوقود الصلب، وكيف يمكنها مساعدة كوريا الشمالية على تحسين أنظمة الصواريخ.

ما هي تكنولوجيا الوقود الصلب في الصواريخ؟ ومن يمتلكها؟

الوقود الصلب هو مزيج من الوقود والمؤكسد. وتربط المادتان بواسطة مادة مطاطية صلبة ويتم تعبئتها في غلاف معدني. وعندما يحترق الوقود الصلب، يولد كميات هائلة من الطاقة ودرجة حرارة تزيد عن 5000 درجة فهرنهايت.

يعود تاريخ الوقود الصلب إلى الألعاب النارية التي طورتها الصين منذ قرون، لكنه حقق تقدما كبيرا في منتصف القرن العشرين، عندما طورت الولايات المتحدة وقودا دافعا أكثر قوة.

وحسب رويترز، أطلق الاتحاد السوفيتي أول صاروخ عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب، RT-2 ، في أوائل السبعينيات ، تلاه تطوير فرنسا لصاروخها S3، المعروف أيضا بـSSBS ، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى.

من جهتها، بدأت الصين في اختبار الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب في أواخر التسعينيات.

وحسب رويترز، توفر الوقود السائل قوة دفع أكبر، ولكنها تتطلب تقنية أكثر تعقيدا ووزنا إضافيا.

أما الوقود الصلب فكثيف ويحترق بسرعة فائقة، ويولد قوة دفع خلال فترة زمنية قصيرة. ويمكن أن يظل الوقود الصلب في المخزن لفترة طويلة من دون أن يتحلل، وهي مشكلة شائعة مع الوقود السائل.

تجربة كوريا الشمالية

قال محللون إن هذا هو أول استخدام لكوريا الشمالية للوقود الصلب في صاروخ متوسط المدى أو صاروخ باليستي عابر للقارات، وهو أمر مهم لنشر الصواريخ بشكل أسرع في حالة نشوب حرب.

وقالت وزارة الدفاع في سول إن بيونغيانغ لا تزال تطور هذا السلاح، وإنها بحاجة لمزيد من الوقت والجهد لتبرع في تلك التكنولوجيا. ويشير ذلك إلى أنها قد تجري المزيد من تجارب الإطلاق.

ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية صورا لكيم وهو يشاهد عملية الإطلاق برفقة زوجته وشقيقته وابنته، فيما كان الصاروخ مغطى بشباك مموهة على منصة إطلاق متنقلة.

وأظهر مقطع فيديو عبر وسائل الإعلام الحكومية الصاروخ هواسونغ-18 وهو ينطلق من أنبوب الإطلاق، مما تسبب في سحابة من الدخان.

وقالت الوكالة الكورية الشمالية إن تطوير الصاروخ هواسونغ-18 "سيحسن بدرجة كبيرة عناصر الردع الاستراتيجي في البلاد ويعزز جذريا فعالية موقفها بالنسبة لشن هجوم نووي مضاد ويحدث تغييرا في التطبيق العملي لاستراتيجيتها العسكرية الهجومية".

وذكرت وزارة الدفاع في سول أن القوات الجوية الكورية الجنوبية والأميركية أجرت تدريبات بعد ساعات من الإعلان بمشاركة قاذفات أميركية من طراز بي-52 إتش إلى جانب طائرات مقاتلة من طرازات إف-35 إيه وإف-15 وإف-16.

وقالت الوزارة في بيان "من خلال نشر أصول استراتيجية أميركية بوتيرة وكثافة متزايدة، سيستمر البلدان في إظهار إصرار تحالفنا القوي على عدم السماح أبدا بأي هجوم نووي من كوريا الشمالية".

وانتقدت كوريا الشمالية تدريبات عسكرية مشتركة جرت في الآونة الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية باعتبارها تصعيدا للتوتر، وكثفت اختبارات أسلحتها خلال الأشهر الماضية، حسب رويترز.

وعرضت كوريا الشمالية لأول مرة ما يمكن أن يكون صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب خلال عرض عسكري في فبراير بعد اختبار محرك عالي الدفع يعمل بالوقود الصلب في ديسمبر.

وقال مسؤولون إن الصاروخ الذي أطلق من مكان قرب بيونغيانغ حلق مسافة ألف كيلومتر تقريبا قبل أن يسقط في المياه شرقي كوريا الشمالية. وقالت بيونغيانغ إن الاختبار لا يشكل تهديدا للدول المجاورة.